ترند

مسلسل «من كثر حبي لك».. حبكة مغلّفة بأجواء بوليسية

تبدو قصة مسلسل «من كثر حبي لك» في بدايتها واعدة بالتشويق، عندما يسقط سالم (أحمد النجار) من العمارة التي تسكنها شقيقتاه نوف (نور الشيخ) وإيمان (شوق الهادي)، ويلقى حتفه، ويتم اتهام محمد (خالد الشاعر) وفيصل (حمد العماني) بأنهما وراء موته، لكن مع مرور الحلقات نقف امام قصص حب وخيانات وطلاق وغيرها من القضايا الاجتماعية التي حاولت المؤلفة نور البدري ان تطرحها بطريقة مختلفة، لكنها لم تخرج عن الإطار التقليدي.

دعونا نذهب إلى سيناريو المسلسل الذي يبدأ بلقاء يحدث صدفة بين «فيصل» و«ايمان» فيشعر بالانجذاب نحوها ويحاول ان يتقرب منها، في الوقت الذي تظهر فيه اختها «نوف» والتي تعاني من مشكلات كثيرة مع زوجها «محمد» بسبب اهماله لها وخسارته لأمواله في المراهنات على الانترنت، فتميل «نوف» بمشاعرها تجاه «فيصل» ما يحرك الغيرة في قلب «ايمان» والتي تحاول ان تبعدها عنه لكن دون جدوى.

وفي خط درامي مواز تواجه «نوف» و«ايمان» غضب شقيقهما سالم (أحمد النجار) الشاب العصبي الذي يسعى إلى ان يستولي على ميراثهما، ويريد ايضا اخذ «امواله» التي أقرضها لـ«محمد»، بالإضافة إلى شجاره اكثر من مرة مع «فيصل»، لتجده بعد ذلك جثة هامدة اثر سقوطه من الادوار العليا في العمارة، فيتم اتهام الجميع بانهم هم من دفعوه لكي يموت بهدف الانتقام منه.

تكشف تحقيقات الشرطة ان «سالم» رحل نتيجة ازمة قلبية قبل سقوطه مباشرة، فتتم تبرئة المتهمين، وأثناء ذلك نتعرف على فهد (ابراهيم الحربي) والد «فيصل» وهو رجل ثري لديه الكثير من الممتلكات، ويحاول التقرب من «ايمان» بعدما اعجب بها، في الوقت الذي يواجه فيه مشكلات مع زوجة والده الراحل فاطمة (فوز العبدالله)، لاسيما عندما يكتشف انها تريد الارتباط بماجد (باسم عبدالأمير) الذي يعمل عنده، وتأخذنا الأحداث إلى جارتهم سمية (فاطمة الطباخ) التي تعيش وحيدة في شقتها بعدما طلقها زوجها، وتعمل خبيرة للابراج، لتستمر الحكاية في هذه الدوائر الدرامية المغلقة.

الكاتبة نور البدري حاولت ان تقدم لنا حبكة رومانسية مغلفة بأجواء بوليسية لكنها لم تفاجئنا بأي جديد في المعالجة، ورغم ان الخط الدرامي المرتبط بقتل «سالم» كان الاكثر تشويقا في العمل لكنها انهته سريعا بعد ان تم اكتشاف انه فارق الحياة نتيجة أزمة قلبية.

الرؤية الاخراجية لحسين الحليبي، ضخت الحياة في العمل، فقد اهتم بالصورة وجودتها، وتنوع في لوكيشنات التصوير، وقاد فريق النجوم المشاركين بكفاءة، بداية من ابراهيم الحربي الذي يقنعنا بـ«شقاوة» شخصية «فهد»، وكذلك حمد العماني بهدوئه وتقمصه اللافت لدور «فيصل»، اضافة إلى تميز شوق الهادي ونور الشيخ في شخصيتي «ايمان» و«نوف»، فهما منسجمتان وبينهما تناغم جميل، وايضا خالد الشاعر يجسد شخصية «محمد» بإتقان.

ورغم ان مساحة دور أحمد النجار صغيرة الا انه كان بارعا في تجسيد «سالم» الشاب الغاضب طوال الوقت، وعلى نفس المستوى تبهرنا فاطمة الطباخ كعادتها كل عام بأداء رائع لـ«الكركترات» التي تتقمصها، ففي دور «سمية» او «سمسمة» تصنع فاطمة منطقة خاصة بها على مستوى الشكل والمضمون، وكذلك يجيد باسم عبدالأمير في دور «ماجد» وفوز العبدالله بشخصية «فاطمة»، ويبرع باقي فريق العمل في تقديم شخصياتهم.

كنا نتوقع ان يقدم «من كثر حبي لك» حبكة درامية قوية، لكنه لم يستطع الخروج من عباءة الاعمال التي تتناول قصصا مرتبطة بقضايا مثل الطلاق والزواج والخيانة والحب التقليدية.

زر الذهاب إلى الأعلى