آراءهاشتاقات بلس

#مقالات | أسماء زرمديني .. تكتب: “أمشي في الطريق وأنظر من حولي!”

كل شيء تغير، أصبح اللون الأسود الذي في القلوب يظهر على الوجوه، على الجدران، و حتى في السماء..

كل شيء قاتم و حزين، كل شيء تغير، العجوز التي كانت تبتسم في وجوه المارة و تحييهم و تلقاهم بوابل من الدعاء ماتت و دفنت تحت التراب الاسود، الأطفال الذين كانوا يملأون الطريق ضوضاء و جلبة و يكسرون النوافذ بالكرة قبعوا في منازلهم و تسمروا أمام ألواح الكترونية تدعى “التكنولوجيا” ..

كل شيء تغير، حتى مكتبة الحي أصبحت ناد لكرة الطاولة، أما الكتب فتكتل فوقها الغبار الى أن أنقذها أحد البقالين و وظفها لبيع الفواكه الجافة، انه لمتعب للقلب حقا أن ترى مجموعة من السجائرة ملفوفة في ورقة من رواية ل”فولتير” أو “نجيب محفوظ”

أبحث عن شخص يبتسم، الكل متجهم و عابس..

في الماضي، كانت أغاني فيروز تنبعث من مقهى الحي صباحا لتتعانق مع رائحة القهوة العربي فيبثان في النفس نشوة لا مثيل لها و طاقة ايجابية لبداية يوم جديد..

في الماضي كانت الدار في الدار و الجار للجار ..

في الماضي كانت هناك شجرة ياسمين تتدلى بين أسوار ذلك المنزل العتيق تملأ كل الزقاق بعبقها، لم تذبل و لكنها تغيرت، لم أعلم لما اندثر شذى الياسمين! كل شيء تغير..

حتى الياسمين لم يعد ياسمينا!

أسماء زرمديني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى