آراء

#مقالات | إيمان شهاب: “افتكاسات!”

“يلا يا حبيبي إلبس الكمامة عشان نتصور” .. “طريقة عمل كفتة الكورونا” .. “تيشرتات للبيع عليها صورة الكورونا” .. “لو سمحت ارسملي شكل الكمامة و المطهر علي تورتة عيد ميلادي” .. كل هذه أمور ليس لها علاقة بفيروس كوفيد ١٩ ، و لكن نحن من خلقناها!

ذلك لأننا شعب لا نستطيع أن نمسك أنفسنا إلا وإختلقنا من كل شي يحدث لأفكار وأمور إما تكون مضحكة أو أشياء نستخدمها في حياتنا اليومية، و نحاول ان نستغل كل فرصة تأتينا ونحولها من مسارها الطبيعي إلى مسار آخر.

و هذا ما فعله الشعب المصري حول الفيروس اللعين من شبح مخيف و مميت يطارد أرواح الناس بالعالم ، إلي وسيلة للضحك و الرفاهية و المتعة .. فهل هذا إستخفافا بالوضع العالمي لهذا الفيروس ؟! أما محاولة لإلهاء الناس و عدم تخويفهم و إرهابهم ، أما لأننا شعب بسيط يحب البساطة و يحاول ان يهدئ الأمور و يخفف عن الناس أثقالهم التي يعانون منها في حياتهم اليومية العادية ، و زادت عليها هذا المرض المرعب.

مل ذلك هي مساعي ومحاولات من الشعب المصري استغلال بساطته و خفة دمه و روحه الجميلة في التهوين و التهدئة من روعة الناس نحو الأوضاع ، و خلق افتكاسات كوميدية أيضا من خلال ما يسمي بالكوميكس علي مواقع التواصل الإجتماعي بالإضافة إلى التخفيف علي ربات البيوت في عمل أكلات تحت مسمي الكورونا، و إسعاد كل من يتزوج في زمن الكورونا بعمل جلسات تصوير بفكرة كوميدية جديدة مواكبة للوضع الحالي من خلال لبس العريس و العروس للكمامة و القفاز و بيدهم المطهرات، و غيرها من الأفعال التي قاموا بها المصريون لإسعاد غيرهم بأبسط الأمور.

بل أن المصريين لم يتوقفوا عند هذا الحد بل قاموا المقتدرين ماليا بمساعدة المحتاجين ماديا و معنويا ، حتي الغير مقتدرين ماليا من المصريين في كل شبر بمصر بمساعدة الغير قادرين علي جلب احتياجاتهم و مساندتهم في كافة الإحتياجات.

فكيف لهذا الشعب العظيم .. و البلد الأعظم الذي حماها الله في كل العصور بأن لا يرفع البلاء عنها و عن شعبها البسيط ذوي القلوب الطيبة ، لذا يثقوا بالله ثقة عمياء بأنه سيرفع عنهم البلاء في أقرب وقت و سيطيب خاطرهم ، و لذلك يتعاملوا مع هذا المرض اللعين بوقاية و حرص ، و لكن في ذات الوقت يرونه بأنه إمتحان من الله عز وجل و سينجحوا فيه و لن يجعلوه يؤثر علي أخلاقهم الطيبة بل سيوقظ أرواحهم لتتجه به نحو طريق الخير.

إيمان شهاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى