#مقالات | انجي رفيق: “كتاب السر وقانون الجذب.. الشبيه يجذب الشبيه”
قرأت في جريدة الحديث عن سقراط الحكيم وقصته مع احد تلاميذه في موضوع تناقل الإخبار دون التأكد من صحتها، فسرح ذهني إلى كل ما يحدث في مواقع الانترنيت المحلية من أمور تثير فينا الاشمئزاز أحيانا.
تنقل المواقع المحلية المستجدات اليومية إلى المبحرين في عالم الانترنيت، فأصبحنا ننام على خبر ونصحو على آخر، ولكي يكون الخبر مشوقا وجذابا، يشد المبحرين إليه، يجب أن يكون في قمة
” الاكشن”. أن تكون فيه مثلا فضيحة ما، أو جريمة قتل، أو عملية سطو ونهب، فلو كتب عن عارضة أزياء درزية مثلا، ترى السماء تسقط على الأرض وكان هذا الحدث هو الذي سيؤدى إلى الحرب العالمية الثالثة.
المهم أنه في الصباح يمحى الخبر ليحل محله خبر آخر أكثر تشويقا منه، الأخبار والمواضيع كثيرة ومتنوعة، منها السياسية ومنها الاجتماعية، ترى المبحرين يعلقون ويكتبون رأيهم، كل يكتب كما يحلو له من وراء الكواليس، فمنهم المؤيد ومنهم المعارض، ومنهم الغاضب أو المنتقم الذي يستغل الفرصة للانتقام من صاحب الخبر، والله وحده يعلم بخبايا النفوس ونوايا البشر.
الغريب انه قد ينقل لنا الموقع خبرا مفرحا وسعيدا، وحتى هذا الخبر لا يسلم من ذوي النفوس المحبطة ومن السوداويين، فتنهال عليه التعقيبات المقززة للنفس وكأنها ساحة المعركة، لكنها معركة نفسية مع المجهول، أنت لا تعرف من المعلق أو ماذا يريد منك، وما هي نيته حتى بات الأمر لا يطاق.
هل قرأتم كتاب السر؟ يقول كاتب هذا الكتاب أنه بحسب قانون الجذب، الشبيه يجذب الشبيه.أي أن للأفكار قوة مغناطيسية. فما نحن بني البشر إلا أبراج بث، نرسل ذبذباتنا إلى العالم المحيط بنا.
قد تحمل هذه الموجات أفكارًا وأخبارا سلبية وقد تحمل أخبارًا ايجابية، كلما كانت موجات البث للعالم سلبية، نحصل على المزيد من السلبيات لأنها تجذب الشبيه لها مغناطيسيا. وكلما كانت موجات البث ايجابية، نحصل على المزيد من الأمور الايجابية.
كيف سنلتقط ذبذبات ايجابية إذا كان كل ما يرسل إلينا عبر موجات البث سلبي محض؟ نعم، هذا ما يحدث على ارض الواقع في هذه الأيام، فأبراج البث تلتقط في كل لحظة موجات سلبية، لان كل ما يرسل إلينا سلبي، حتى أصبحنا ننظر إلى الحياة بسوداوية حالكة، وكأنّ الخير انتهى من الدنيا، وحل محله الشر والقسوة والضغينة.
الكل يتذمر من الكل، لا احد راض عما يحدث، ولا احد يستطيع تحديد مصدر هذا الوباء الذي تفشى بيننا.
أليس من الأفضل أن نصحو على أخبار تبعث الشهية في النفس؟ أن نسمع أخبارا عن كتاب وفنانين ومبدعين مثلا، أو أخبار نجاحات، أو تضحيات، أو أعمال خير يقوم بها المحسنون، أو أعمال تصحيح وترميم؟… حبذا لو تصفو النوايا.
أنا اعرف أن ما أقوله هو نسج من عالم الخيال، لكن من المؤكد أن الخيال سيتحول إلى حقيقة لو قمنا ببث الأشياء الايجابية قدر الإمكان على موجات البث الخاصة بنا إلى العالم.