آراء

#مقالات | سعد عطية الحربي: “فوائد مصائب”

غريزة الرغبة في البقاء موجودة في جميع الكائنات الحية والتي يأتي على هرمها الإنسان، لذلك أتت الاختراعات التي هزت العالم وغيرت مجرى مسار البشرية من بعد كوارث فجع بها العالم.

ونحن اليوم في جائحة كورونا كذلك نقاوم ونقاتل للصمود الذي بدأ بدوره يتبلور في شتى المجالات لاكتشاف جديد أو لتحديث قديم، ونخص بالذكر التعليم عن بعد أو التعليم الإلكتروني الذي بدا أنه البديل الأمثل للتعليم التقليدي، ناهيك عن لغة العصر وجيل رجال المستقبل.

لذا هبت الدول المجاورة والمتقدمة إلى تعويض توقف الدراسة التقليدي إلى التعليم الإلكتروني متحملين وواضعين على عاتقهم أمانة التعليم، حتى لا تقف هذه العجلة مهما كانت الظروف وهذا ما تم في الوضع الراهن كبداية وإن كانت متأخرة نسبيا لكنها بداية نتمنى لها التوفيق للمصلحة العامة.

وحتى تكون بداية لتغيير ملموس ألفت انتباه المسؤولين في وزارة التربية الى بعض الأمور:

١- الزام جميع المعلمين والتواجيه بتعلم طرق التعليم الجديدة، وذلك بسبب الروافد التي مازالت تعتمد على المدرسة القديمة في التعليم سواء جامعة الكويت او التربية الأساسية، فالبداية تكون بتحديث وإضافة طرق التدريس الجديدة إلى القديمة وتدريب الكوادر الممارسة على الطرق الجديدة.

٢- توضيح طريقة العمل عن طريق الإرشاد والتوضيح في جميع الوسائل المتاحة لكي لا يأتي ولي أمر أو مهتم بالشأن التربوي ويكون في ضياع عندما تعلق الدراسة لأي سبب من الأسباب ويجهل كيفية المتابعة مع أبنائه.

٣- الاستفادة مستقبلا في استمرار الدراسة خلال أيام سوء الأحوال الجوية وأيام ارتفاع نسبة الغياب لمواجهة تلك العادة الغريبة الدخيلة في السنوات القليلة السابقة وبإضافة ودمج يوم أو يومين على العطل المتفرقة والمستمرة طوال السنة.

٤- الاستعانة بكوادر وطنية متخصصة تعمل على تطوير وتحسين العملية التعليمية الإلكترونية باستمرار سواء بالجانب التقني الفني أو التعليمي من مبدأ «أهل مكة أدرى بشعابها»، فمن المؤكد أنه كلما كان صاحب القرار من البيئة التعليمية كان أقرب إلى الواقع.

الذكي من تعلم من أخطائه، والفطين من استفاد من أخطاء غيره، واللبيب من عرف ما يفيده واستزاده، وبإذن الله لن تخرجنا الجائحة من هؤلاء الثلاثة.

٭ على الهامش: مثل ما يوجد الأبيض والأسود كذلك يوجد الرمادي والملون الزاهي.

 

سعد عطية الحربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى