#مقالات | عبدالعزيز بومجداد: “تحويل دواوين الاثنين لدواوين يومية”
جميعكم تعرفون قضية دواوين الاثنين التي حدثت بين عامي 1989 و 1990، والتي كان أبطالها مجموعة من النواب المعارضين والذين أرادوا إيصال صوت الشعب من خلال هذه الدواوين.
وبمقارنة الأمس باليوم نجد أننا اليوم بحاجة لأكثر من تجمع في ديوانية في الأسبوع لرفض الظلم والتصدي للفساد، بل إننا بحاجة لإقامة ديوانية كل يوم لنوصل ما لدينا كشعب من رسائل، ولكن ضد من يجب أن نقيم هذه الدواوين؟
ربما هي الأقدار التي جمعت نواب المعارضة في ديوانية النائب جاسم القطامي في يوم الاثنين 4/12/1989 لتكون إنطلاقة لحركة دواوين الاثنين، وقد جاء ذلك بعد سلسلة من الأحداث التي تخللها الشد والجذب بين الشعب والحكومة، وقد كان المجلس في ذلك الوقت يمثّل الشعب فعلاً وهذا ما جعل صبر الحكومة ينفد بسرعة وقدرتها على المواجهة تكاد تكون معدومة، فلم يكن لديها حل غير السعي لحل المجلس ثم تحجيم الصحافة ليعود زمام الأمر بيدها.
أما اليوم وبعد التطورات التي طرأت على الكويت وشعبها منذ ذلك الحين وحتى اليوم، فقد اختلف الوضع جذرياً، حيث إن الصحافة التي كانت تمثل السلطة الرابعة أصبحت اليوم تمثل سلطة المتنفذين والتجار والذين هم نواب في المجلس أو لديهم من يعبر عن رغباتهم من داخل البرلمان من بعض النواب المرتزقة.
وهو ما نشاهده على أرض الواقع، حيث أصبح لدينا «نائب، تاجر، صاحب جريدة» في آن واحد، وهذا ما أدى إلى أن تصبح تشريعات مجلس الأمة واجتماعاته واستجواباته مجرد أدوات لتحقيق مصالح هذه الفئة.
بعد أن كان المجلس في عهد النواب منشئي دواوين الاثنين يمثل إرادة الأمة ويعكس رغباتها ويضعها دائماً «بالصورة» وهو ما عرفناه من خلال قراءتنا لتاريخ أولئك النواب والذين كان هدفهم من إنشاء تلك الدواوين هو تعريف المواطنين على تحركاتهم ومساعيهم الأساسية والتي كان أولها عودة الحياة الديمقراطية، وهذا ما نفقده اليوم، حيث إن النائب اليوم وبعد وصوله للبرلمان يقوم بقطع الاتصال بناخبيه ولا يروه إلا عبر شاشات التلفزيون وهو يتحدث عن الإصلاح ويدعي الشرف ثم يتفاجأ به الجميع بأنه أصبح «صاحب شاليه» أو أصبح لديه بيت جديد يحتوي على «مركز خدمة».
لقد كانت دواوين الاثنين دواوين نيابية وكان القصد من إقامتها المطالبة بحقوق الشعب وإيصال صوته للسلطة، ولكن بعد أن انقلب الوضع وأصبحت الحركة النيابية لا تمثل إلا النواب ومصالحهم والتي لن تتحقق قبل أن يحققوا للحكومة مصالحها هي الأخرى وبذلك تكون الحركة السياسية في الكويت مبنية على تبادل المصالح بين المجلس والحكومة.
فقد أصبح من الواجب عليك أيها المواطن أن تنقلب أنت أيضاً وتطرد هؤلاء النواب من ديوانيتك التي يسعون لها مستجدين صوتك الانتخابي، فإن كانت دواوين الاثنين تمثل صوت الشعب .. فيجب أن يكون في كل ديوانية من دواوين الكويت ديوانية الاثنين، وبجميع أيام الاسبوع.