#مقالات | محمد طعمه الكريباني: “العجز عن التمام”
ولا ارى في عيوب الناس عيبا
سوى عجز القادرين على التمام
توقفني البيت الذي استشهدت فيه ؛ فتدارك حواسي وذاكرتي بعض الوجوه والاسماء والكنى مثل فلان القادر على ان يعمل كل جود وكرم وفضل ولكن لم تسعفى الايام ولا الليالي وفضل النقص على الكمال والجود وفضل البخل بالجاه والمال على ان يكون سخي جواد كريم ولربما مرت بي بعض اللحظات وانا بنفسي تألمت ان لم اكن ذاك الكريم مع ذاك الفقير وما جادت به نفسي قليل وحاجته اكبر ، ولربما يدور الحديث حول عدة مغالطات منطقية كما اخبرنا دكتورنا الشيخ الكريم الفاضل مطلق الجاسر حين عدد لنا بعض المغالطات مثل رجل القش وغيرها لربما ان استعملت رجل القش مع تلك الوجوه وهي لربما كريمة ولكن ان بنظراتي القاصرة لم ارى وجه الكرم والسخاء فيها فعاتبتها بداخلي عتاب ظالم وقاسي .
ما علينا منهم جميعاً هل اخبرك ببعض الامور الجميلة التي حدثت معي كلمت احد الاشخاص النبلاء وهو دكتور جليل في علم كريم وقال لي ان بغيتك يا صاح هي بالدكتور فلان الفلاني وانه لربما لو منحتك رقمه لن تجد عنده وقت متسع ليتصل او يرد على الاستفسارات فكانت تلك امارة منه بان لا ازعج الشيخ والدكتور لديه عدد ليس بسيط من التزكيات العلمية من مختلف اصحاب الفنون الشرعية فهو بحر من العلم الزاخر لا ساحل له فاتصلت وانا مدكر لوقع تلك الكلمات حين قال لي لن تجد عنده شيء من التجاوب لكثرة مشاغل فضيلته ولاتدارك معكم القصة ولربما اوردت شيء لم يحدث اطلاقا ارسلت له رسالة مكتوبة فيها عدد قليل من الكلمات فكانت المفاجاة اتصاله وحييته وقلت له كل ما قال لي الدكتور الشهم الخراز فقال لي ياسر بن عجيل النشمي حفظه الله يا اخي محمد ولربما لم يعلم اسمي وان رأى صورتي فقد كنت اضعه فحالة البرنامج فقال لي خذ ذاك المتن فاحفظه واشرحه ودرسه وبعدها تنتقل الى ما بعده فكانت نصيحة سديدة من عالم رباني .
هلما بنا يا اصحاب نرجع الى اصل العنوان والخطاب ؛ فكل رجل تعجز قدامه ان تقدمانه تأخرانه وكما قال الاول :
إذا أبصرت صحبك في سماء
قد ارتفعوا عليك وقد سفلتا
هذه من تأية الالبيري المسماة تفت فؤادك الايام فتا وانصحكم يا اصدقائي القراء الاعزاء بسماع شرحها لفضيلة الدكتور سعيد الكملي حفظه الله فهذه القصيدة جداً رائعة وجميلة، واقول لكم يا معشر الاحباب كن ذاك الرجل الذي يجود وان لم يسال ويعطي وان لم يطلب منه العطاء فمن ذا يمنع الغيم العطاء وكن احد الجبال الراسية لاصحابك وزملاءك واهلك ومعارفك فانت كريم فلا تخيب رجاء احد فيك حتى لا يقال عنك ما قيل ذاك الرجل العاجز عن التمام ومسك الختام الصلاة على هادي الانام محمد ﷺ والسلام.