آراء

#مقالات | منيفة العازمي: “العدالة”

إن ما نراه اليوم من تزعزع للامن وضياع للاستقرار بسبب المظاهرات الناجمة عن الخلاف في تقبل لون البشرة والعنصرية الظاهرة بذلك لهو أم مؤسف ، وهو أمر مؤلم في ذات الوقت إذ أن الله قد خلق البشر وهو الاعلم بأحوالهم وما يناسبهم فكيف نرى من يخالف ذلك ؟؟ بل يسخر منه ويعارضه !!!!

أن نرى كفة العدالة قد مالت وانحرفت عن الطريق هو عين الضياع وهو حقيقة المضي نحو الهاوية ، فالحرب الدائرة بين البيض والسمر في الولايات المتحدة الامريكية والتي تظهر أحياناً وتخبو أحياناً أخرى هو أمر مستغرب في دولة تنادي بالحرية والعدالة على حد سواء وهو أمر مخالف لكل الاعراف والمواثيق الدولية التي تنادي بالانسانية وتدعو إليها .

هذه الحرب البشرية التي تعادي اللون وتحابي اللون الآخر هي عبئ على كاهل الأجيال ، فكيف نرى أي تقدم أو نلمس أي تطور ومازال في الواقع تخلف ورجعية تنادي بالتفرقة والتعالي بين البشر بدعوى لون البشرة ؟؟!! ، وكيف نشعر بالامن والامان وبيننا من يرصد التطور والتفاخر برؤية سوداوية لا تمس بالاديان بأي صلة ولا تتعلق بالعقل أو المنطق بأي حال من الأحوال .

هذا الواقع المحزن هو ما رأيناه في الفترة الاخيرة من الحادثة المأساوية التي طالت جورج فلويد مما أدى الى وفاته فورًا دون رحمة ودون أي انسانية ، فلابد للدول أن تعي معنى المساواة ومعنى العدالة وأن تحقق الاستقرار لينشأ جيل جديد يحب التمازج وينادي بالاندماج بين جميع البشر فلا معاداة للون بشرة أو تحيز لأي صفة أخرى ، فلابد أن يسود الامان الذي يدفع بعجلة التقدم والرقي للجميع .

فالسيادة لابد أن تكون للعدالة البشرية والتي تعنى بالتعلم والعمل والحقوق البشرية الكفولة للجميع ، والذي حصل ويحصل الآن في هذه الدولة الكبيرة انما هو جرس خطر ينذر بوجود فئة ما زالت تقبع تحت ظلال الرجعية البشعة ، فلابد من معالجة هذا الامر وكبحه والا انتشر وتفاقمت المشكلة مما يؤثر على سائر مرافق الدولة بل قد يطال الاجيال القادمة .

هذه الحادثة وان كانت قد ذاع خبرها وانتشر صداها الا انها نالت الكثير من الانتقاد لما تمت به الطريقة التي عولج بها الامر ، فإن الحدث وان كان فردياً الا انه يمثل فئة كبيرة لا يستهان بها من أفراد المجتمع ولذلك كان لابد من معالجة الأمر فوراً ومعاقبة المتسببين به بأسرع وقت ممكن حتى لا يتطور الى ما وصل به اليوم من تفشي الفوضى وانعدام السيطرة وخروج العديد من المظاهرات .

ومع أن الحادثة فردية إلا انها تمثل دولة بأكملها وترفع شعارات مخالفة لما عرفت به ، وتناقض الصورة الكاملة لها بأن العدالة متسيدة ، وأن كفة الميزان من المستحيل أن تميل ، فالحمدلله الذي أوجدنا مسلمين وأتم هذا الدين بالمساواة وجعل شعاره ” العدالة ” وعدم التفرقة بين الجميع .

منيفة العازمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى