آراء

#مقالات | منيفة العازمي .. تكتب “أفتقدها!”

كروح عانقت اخرى كنا معاً لا نفترق ولا نعرف للوقت حساب ، اختين بل اكثر ، صديقتين لا يفرق بينهما أي حدث في الدنيا ، ضحكاتنا مشتركة همومنا واحدة اهتماماتنا هي هي ذاتها .

تشاركني الهموم تشاطرني الفرحة وتسابقني في فعل الخيرات ، اراها فأعلم ان الدنيا بخير اشعر بهمها وتحس بي من غير كلام او تعابير وجه ارسمها لتقرأها ، هي الوحيدة التي ملكت اقصى حالات الراحة والمحبة في قلبي ، نذهب في اي مشوار قريب او بعيد نستودع فيه ارواحنا ومع بعضنا البعض نستمتع بكل لحظة نتقاسمها وفي احيان كان التعب ينتشر في كل لحظاته الا ان ابتسامتها وخلقها للضحكة في تفاصيله له العامل الاكبر في محبتنا لثوانيه قبل دقائقه .

احبها نعم ولكن الدنيا ومشاغلها فرقت بيننا ، زواجها انجابها لاولادها استمرارها في وظيفة العمل التي تشغلها ، زاد في فجوة قلبي واحتل الملام والعتب كل زواياه ، احسست بالوحدة بعدها كطفل فقد احد ابويه فجأة ، لا اكرهها ولا اعرف حتى كيفية كرهها لانها انسانة لا تعرف للكره طريقاً لها ولا هي تعرف ان تكره احد او ان تكن له ادنى مشاعر الكره والعدائية .

سنوات عديدة مرت دون ان احدثها من قلبي كما كنت وكما اعتدت ان اكون ، احتل الغضب حيزاً كبيراً منها فقدت فيها روحي التي اعتدت ان اناجيها بها فقدت فيها قلبي الذي اعتدت ان احتفظ لها بكل مشاعري لارتبها لها وحدها فتلملمها بحديثها اللطيف ، كل شيء معها يبدو بشكل مختلف وكل شيء لوحدها ومعها كان يبدو مختلف .

اهرب من الجميع حتى من نفسي فأجد ضحكتها المحببة بلسماً يداوي جراح قلبي ، اركض في كل الاتجاهات فاجدني ابحث عنها فقط ، اتعثر في مشاكلي ولخبطة مشاعري فاجدها دائماً هي الوحيدة التي تقلصها وتتلاعب بها حتى تتلاشى ، لمستها السحرية التي اعتدت اللجوء لها في كل شيء ، رقتها في التعامل مع كل شيء يحيطها شيء لا اعرفه الا معها ولم اراه الا بها .

وجهها الذي ترافقه الضحكة اينما حلت ابتسامتها التي اعشقها ، لمسة يديها التي تمسح على قلبي بكلماتها العذبة ، تجمع العديد من الناس كلما جاء ذكرها مدحاً وابتساماً وبهجة ، محبتها للجميع بلا استثناء وتحاشيها لادنى مشاعر الكره ان تتسلل لقلبها ، وانا متأكدة انها لا تعرف للكره طريق ولا وجهة .

كتبت ذلك كله لاعاتبها لاظهر الغضب الذي تسلط على قسمات وجهي وتسلل لحنايا روحي ، لعلي اتوصل لحل جذري يوصلني لنهاية مشكلتي فازداد بعداً عنها واذا بي ازداد حباً وتقديراً لها ولا ارى مما كتبت سوا ” افتقدها ” .

منيفة العازمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى