منيفة العازمي: “لا جديد”
تسأل عن اخباري منذ زمن بعيد، كما كنت تعتاد على ذلك كلما وقعت عيناك في عيني وذات الجواب أكرره لك “لا جديد” أتراك لاحظت ارتعاشة يداي حين النظر في عينيك أم تراك راقبت تغير ذوقي في انتقائي لملابسي واعتنائي بزينتي حين اللقاء بك او لعلك قرأت تفاصيل اهتمامي بكل شيء يعنيك او يمت لك بصلة فأكون له العين التي ترقب جديدك وتلاحق اخبارك وأكون له الاذن التي تسرق أي خبر يشير أليك .
أسابق الزمن في الوصول الى ذاك المكان الذي يجمعنا وان كان طابعه العمل فقد اصبحت استسيغ التعب وأبحث عنه ليرتب موعدي معك ، وقد أصبحت أتمنى أن لا تفترق عقارب الساعة عن وقت اللقاء بك حتى لا أضطر لفراقك، “لا جديد” في شوقي للقاءك “لا جديد” في محبتي لك و “لا جديد” في اعتلائك أقصى درجات اهتمامي وانفرادك بقلبي بل تسيدك فيه .
أكابر هذا الشوق وأهرب منك منذ زمن بعيد، ليعيدني لنقطة النهاية في حقيقة محبتي لك ومواجهتي بأنك الوحيد الذي استطاع سرقة قلبي وأنا التي كنت أحصنه ليل نهار بعدم الوقوع في شراك اي رجل كان ، فلماذا أنت الذي تعثرت قدماي بك ؟؟ ولماذا أنت الذي تركت باب قلبي له موارباً لاقتحامه ؟؟؟ الآن أسائلك “ما الجديد” الذي أتيت به ؟؟.
منذ ان كنت طفلة وانا التي افخر واعتز باستقلاليتي وتمتعي بالقوة في الانجازات العديدة وقضاء المهام الكثيرة ولكنني معك اعلنت استسلامي ورفعت يدي ملوحة بالراية البيضاء قبل حتى ان اواجهك !!! يا له من اجتياح فاق تصوري ويا لها من قوة كسرت حاجز الامان الذي كنت ابنيه منذ صغري !!! فكيف بالله عليك استطعت ان تتسلل أسواري ؟؟ وأن تحطم قيود معتقداتي ؟؟؟ وأن تبث حاجتي إليك ؟؟؟
كيف بالله عليك استطعت أن تحلق في سماء كبريائي واعتزازي بأنه لم يستطع رجل قط أن يقتحم أسوار قلبي ويفك قيد أسره ووحدته ؟؟؟ !!! ، أنت الوحيد الذي أقف أمامه بتوتر شديد حتى لا يقرأ محبتي له ولا يعرف بوجوده وتسلله بداخلي ، أنت الوحيد الذي أقف أمامه بحيرة تشتت جل تركيزي وثقتي بنفسي وبأنني الضعيفة أمام جبروته و صلابته .
“لا جديد” في يقيني بأن المحبة ضعف اذا عرفه الطرف الاخر كان بداية النهاية ، وبداية تسلل الالم الذي يزلزل اركان اي علاقة بين طرفين ولهذا كله افضل العيش بالامل لعلك في يوم ما تشعر بقدر ولو قليل مما احسه تجاهك ولعلك في يوم ما تكون المبادر في الاعتراف بوجودي في عالمك الغامض، فكلي ثقة بأن القوة في الكتمان وأن البوح ضعف ارفضه لئلا أواجه نهايتي بالرفض من قبلك أو الصد بتوجيه ما أحس به ليأخذ منحى آخر لا ارغب به .
أن أبقى بـ “لا جديد” أردده بيني وبين نفسي فأكون بقمة السعادة ، هو “الجديد” الذي احيا به في كل يوم أقابلك به.