#مقالات | منيفة العازمي: “يا أنا”
هل من الأنانية أن نلتفت إلى أنفسنا ؟؟ ونخصص لها أوقات خاصة ؟؟ وهدايا مميزة ؟؟ وأن نحرص على تزويدها بكل جميل ، ونرسم لها طريقاً مكللاً بالنجاح ، ونخصها بعطايا تستحقها في أحوال خاصة وأوقات متكررة .
يا ” أنا ” أحبك ، وأعلن انني أألف مصاحبتك وأتمنى أن تألفين صحبتي بالمقابل لنسير نحو مستقبل رائع ، ونتمتع برفقة مميزة ، يا ” أنا ” كم أنا سعيدة بمناداتك ، وكم أنا مأخوذة بجمال الامساك بيدك لنسير نحو المستقبل القادم ونتمتع بأيام مرسومة برحمة وعطف ومحبة ، يا ” أنا ” يا كلي ويا أنا التي أفتقد صحبتها حتى ألجأ لها لتمدني بالقوة كلما مالت عجلة الحياة وتمدني بالراحة كلما اعياني الطريق وتمدني بالمحبة والمساندة كلما تعثرت قدماي بالسير أو أخطأت الطريق .
يا ” أنا ” كلما تعرفت عليك اكثر كلما اقتربت من معرفة نفسي وتألقت في سماء الابداع الذهني والجمال النفسي والتوازن العقلي ” المطلوب ” ، فأنا مأخوذة بمن يتلذذ بترك الكثير من ملذات الحياة ليختلي بنفسه يواسيها ويرتب شعثائها وتشتتها ، ومذهولة بمن استدام مصاحبة نفسه وخالطها لازمنة عديدة وأوقات متكررة .
هل من المسلمات أن تكون مثل هذه الأوقات في حالاتنا الاعتيادية واحوالنا الغير مستقرة ؟؟؟ حتى لا نحاول التعلق بالغير وحتى نكون في استقرار دائم وتقدم ملحوظ ، وحتى نكون في منأى عن الاختلاط المؤذي بأرواحنا من تغيرات الاطباع والاذواق ، يا “أنا “التي ترافقني بحب وتساندني برفق وتعلمني بكل هدوء وجمال يعيدني لها في كل مرة ، وينير بصيرتي عقب كل عثرة وتعلمني الكثير بعد كل خطأ متعمد مني أو محاط بالسذاجة المعلنة .
يا ” أنا ” التي تعرفت عليها فأصبحت أشتاق لها لنكمل المسير ، ونتعلم معا في دروب الحياة وننتقي الجمال من كل ما يحيطنا من جميل أو عادي نقتبس منه أن الحياة في تذبذب طبيعي بين ما هو شديد وما هو يسير ، فمصاحبتك غيرت نظرتي للحياة وعمقت مفاهيم عديدة وأجابت على أسئلة متكررة مجهولة الجواب ، يا ” أنا ” يا من تحملت مزاجيتي المتقلبة وصاحبت أحوالي كلها وكانت الشاهدة والمؤرخة لذكرياتي ولخفقات قلبي ارجو أن أجد من يستجيب لصوتك المسموع في أن ” الحياة دائما رحلة لا نهاية لها وأن البداية لابد أن تكون بمصاحبة النفس أولا وتهذيبها لتخالط البشر بهمة عالية وروح مثابرة ” .
يا ” أنا ” دمت بود ودامت مصاحبتي لك بكل الحب ، ولا يسعني في نهاية هذا المقال إلا أن أقول لقارئ/ة مقالتي عليك بمصاحبة نفسك أولا لتستقيم الحياة وتحلو معاشرة البشر فبها تتجدد العزائم وبها تستشفى الجروح وبها ترتقي العقول وتهدأ النفوس وتترك الصغائر ونتفهم التقلبات المتكررة التي نتعرض لها من البشر ومن تقلبات الحياة .