#مقالات | ناصر حمد العرفج: “انت مو من قروبنا..”
«أنت مو من قروبنا… لا… أنت من ولده فلان يصيرلك… لا… أنت سني… لا… أنت شيعي… لا… أنت أي فخذ من القبيلة… ولا واحد»… هذه هي الأسباب الرئيسية التي أدّت إلى رجوع أي تنمية كنا نتطلع إليها في الكويت، وهنا نتحدث عمّا قبل كورونا وليس الآن.
فكم مسؤول ظلم موظفاً مجتهداً لتلك الأسباب، وكم مراجع لم تتم معاملته أيضاً لتلك الأسباب، وكم مسؤول نظر إلى مصلحة الكرسي على مصلحة الوطن وعجلة التنمية، والأسباب مذكورة في البداية، وفي اعتقاده أنه بذلك سينجح وسيصل وتناسى أن الكويت ترجع إلى الوراء.
والسؤال: هل نرى هذا الأمر الآن، ونحن نعيشه اليوم في ظروف استثنائية ضربت العالم كله؟ طبعاً الإجابة لا، وطبعاً لا يوجد أي سبب من تلك الأسباب، قد نظرنا إليه في هذه الظروف.
فبتكاتف الجهود نجحنا والحمد لله رغم الإمكانيات وقلة الكوادر المتخصصة في بعض الأمور، ورغم الهجوم المفاجئ، فقد رأينا كيف تحقق النجاح في الإجلاء الكبير، الذي سبقت فيه الكويت كل الدول الأخرى، وأيضاً رأينا تميز الدكتورة العزيزة رنا الفارس في عملية تعديل الشوارع، والاستفادة من أوقات الحظر بإشراف مباشر منها، وأيضاً بأيادٍ كويتية بعيدة عما ذكرناه في البداية، كما رأينا تميّز الإخوان في اتحاد الجمعيات وفي وزارة التجارة وكذلك في وزارة الداخلية.
وأيضاً في المجتمع المدني بشتى توجهاته، و لم نرَ ما قد ذكرناه في بداية المقال خلال هذه الأزمة، بفضل العمل من أجل الكويت وإبراز كل الجهود لتجاوز هذه المحنة، فكم نحن بحاجة إلى إجلاء الأفكار الأولى عن المسؤولين والموظفين ومن يديرون بعض المؤسسات الحكومية، كي نفرح بهذا الإجلاء ونضع مصلحة الكويت في الدرجة الأولى، ومن ثم إدارة عجلة التنمية، كي تبقى كويت العز فخورة بأبنائها، وبعيدة عنكم يا من ترون مصلحتكم فوق الكويت.
وقفة سريعة
شكراً لـ(الفزاعة) وعلى ما تقومون به من جهود، وتوحيد الصفوف رغم تشابه بعض الاختصاصات، فقد كنتم منافسين لبعضكم البعض، قبل الكورونا، واليوم تركتم شركاتكم ومن ثم تسخيرها للكويت بالمجان، والأجمل أن نرى الفريق التطوعي وهو يكثف جهوده وخبراته وحلاله من أجل الكويت، من دون النظر إلى مقابل، إنها رسالة واضحة وصريحة لذلك المسؤول أو الموظف صاحب مقولة: «من ولده وله مو من قروبنا».
خارج النص
أسال الله رب العباد أن يبلغنا شهر رمضان لا فاقد ولا مفقود، وأن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم بألف خير، ولنكتفِ بالمعايدة عن طريق الرسائل، ونبتعد عن بعض هذه الفترة إلى أن تعود الكويت جميلة كما كانت، وبعيدة عمّا كنا نراه في السابق.