#مقالات | نور حفيظ العجمي: “إنتبه لذاتك”
لا قوة اليوم تجابه قوة برامج التواصل الاجتماعي حيث اتضح تأثيرها الكبير على المجتمع ، وفي الحقيقة فقد أثبتت أن لها فوائدَ كثيرة و لكنها أيضا تسبب خلل كبير في شخصيات الأفراد حيث تمنعهم من تقبل ذاتهم.
فالناس بدأت تصُب جلَّ تركيزها على ما ينقصها ويمتلكه رواد بعض الحسابات والذين لا يُظهرون من حياتهم إلا ما يرغبون أن يُعرض ويُخفون الكثير .
إنها تطبيقات أصبحت آفة تدمر الشخصيات و تُكثر من حالات الاكتئاب حتى أصبح الناس يتفننون في تعذيب أنفسهم بمتابعة الحساب تلو الآخر متجاهلين ما لديهم من خيرات مركزين على ما ينقصهم متجاهلين تماما وصية رسىولنا الكريم حيث قال عليه الصلاة والسلام (انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم) وهذا معناه أن كلما تم التركيز على ما هو مفقود تُحرم من الاستمتاع بما هو موجود.
و النصيحة هنا لا تعني أن نتجاهل نجاحات الغير و أن لا نتطلع إلى الأفضل ولكن بحذر فنحن نود أن ننجح بشخصيات قوية و سوية وليس بشخصيات يشوهها النقص لأن القاعدة تقول من أسباب الشقاء التطلع الغير واقعي ، أن تكون متطلبا بكثرة و لا تمتن لما أنت عليه .
لقد ميزنا الله بين جميع خلقه و ما أعظم هذا التمييز الذي جاء من رب السماوات ، لذا فإنه من الأجدر بنا أن نفخر بذاتنا و نتقبل ما نحن عليه مهما كان ، نتقبل الجنسية ، و اللون ، و الوضع المادي ، أن نتقبل أيضا عيوبنا و نواقصنا ؛ نتقبلها نعم ولكن لا نقبل هذه العيوب ونحاول تحسينها ، كأن يتقبل البدين بدانته فيخرج للناس واثقا ولكن أن لايقبل أن يطول هذا الحال فيذهب إلى المراكز الصحية للتخلص من هذه المشكلة ، أي أن أتقبل عيبي ولا أقبل عدم معالجته ، أن أُغير ما يمكن تغييره و أتعايش مع ما لا يمكن تغييره .
و الأهم من ذالك اجتناب المقارنة فلا أحد يشبه الآخر أبدا ، و المقارنة بين مختلفين جرم في حق النفس .
من الجميل أن نكون كالنحلة فعينها لا تقع إلا على كل ماهو جميل فنستشعر نعم الله علينا و ننعم بها ، ومن الخُزي أن نكون كالذبابة لا تقع عينيها إلا على كل قبيح فنزدري ما لدينا .
نصيحة مني .. لي و لك :
تقبل ذاتك و قدّرها لتكون سعيدا ، فسادة الحياة هم من يجعلون من السعادة عادة .