آراء

#مقالات | نور حفيظ العجمي: “الفقد حل ضيفاً عندنا”

كنت أتمنى الكتابة عن الموت بفلسفة ، لا أن أكتب عنه وقد أذاقني المرارة منه .
لا أذكر أنني قد استعذت من شيءٍ بقدر استعاذتي من الفجيعة ، ولكن شاء الله أن يرينا إياها في حبيبي أخي الأصغر أخي الجميل عبدالله .
رحل منا عبدالله مبكرا فهو في الخمسة والعشرين من عمره ، طالباً للعلم أحلامه لا حدود لها يطمح دائما للتميز و العلا ، فاختار له ربه أن يكون في جواره في أفضل مكان و مقر .
كُنت دائما أقول لأمي سترَيْن من هذا الولد ما يسرك ، سيكون أكثر أبنائك جمالاً وروعةً ولم يخيب لي ظناً حبيبي ، عبدالله الحنون عبدالله الصديق عبدالله السند عبدالله عصاً لوالديه عبدالله عوناً لأخيه عبدالله الأفضل و الأقرب .
حنيني لك يا أخي ملازم لي لا يبرح ، يا صاحب الوجه البشوش سيظل الحنين لك متقداً طوال العمر ، رحمك الله يا من أوجعني رحيله .
عبدالله يا فقيدي شوقنا لك مميت ، نفتقدك بقدر لا يوصف فإن الشوق بعد الموت لا يطاق أبدا .
مازلت عاجزة عن استيعاب ما حدث ، فالمصاب جلل و الحدث مروع ، جبر الله قلوبنا و ضاعف لنا الأجر .
علمتُ اليوم أن الموت هو البقاء فهو الحقيقة الثابتة و إن كنا غافلين عنها ، كان الموت ضيفا في بيتنا ضيفا ثقيلا ً مزعجاً ، نشر الألم و الدموع في زواياه ، ولكن ما باليد حيلة ، فهو ضيف لا يستأذنك حين قدومه بل يفاجئك بحضوره وبما يفعل ، أحسن الله خاتمتنا جميعا .
اليوم هو يومٌ آخر من الفراق وما هو إلا يومٌ آخر من الأجر إن صبرنا و احتسبنا بإذن الله ، فالدنيا هذه لا تُقطع إلا بالصبر وما هي إلا أيامٌ تمضي و الموعد بإذن الله في الجنة ، و إنا لله و إنا إليه راجعون.
(العيش نومٌ و المنية يقظةٌ) فأحسنوا لمن تحبون لا يعلم أحدنا متى موعده المحتوم.
رحمة الله تغشاك يا حبيبي عبدالله ، وجعل الفردوس الأعلى دارك بإذن الله .

نور حفيظ العجمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى