نبتة الحرمل.. سلاح لمحاربة «كورونا» في تركمانستان
أ ف ب – يُستخدم نبات «الحرمل» منذ زمن بعيد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى لعلاج أمراض متعدّدة ورفع البلاء. وبالفعل، تُطلَق في تركمانستان تسمية «إيوزرليك»، أي ما معناه «الدواء لمائة مرض»، على هذه النبتة ذات الرائحة القويّة جدّاً. وهي تشهد رواجاً متنامياً بفعل وباء «كورونا». وفي مارس (آذار)، أمر رئيس تركمانستان بالتبخير دوماً بالحرمل، مشيداً بقدرات النبتة على القضاء على البكتيريا والفيروسات. ومنذ إصدار تلك التوجيهات، زاد سعر الباقة خمس مرّات، وصولاً إلى 5 منات (1,17 يورو). وتدّعي تركمانستان، ككوريا الشمالية، أنها من البلدان النادرة التي لم يتفشّ فيها الوباء. وفي ديسمبر (كانون الأول)، قدّمت شركة قطعاً من الحرمل المجفّف يمكن إحراقها لمدّة 45 دقيقة.
أما في أوزبكستان المجاورة، فقد أكّد الطبيب ذائع الصيت بهرام ألماتوف، في وسائل إعلام محلية، أن «ما من تأثير مباشر» للنبتة على الفيروس، رغم مزاياها الطبية. وليس رئيس تركمانستان الزعيم الوحيد في العالم الذي يجاهر، بلا أي دليل علمي، بمزايا علاج ناجع مزعوم ضدّ «كوفيد – 19»، ففي أفريقيا عموماً ومدغشقر خصوصاً، كثيرون هم الذين يلجأون إلى نبتة الشيح (أرتيميسيا).
وقد أحجمت منظمة الصحة العالمية عن التعليق على المنافع المزعومة للحرمل، لكنها أشارت إلى أن الطبّ التقليدي «له تاريخ طويل في عدّة بلدان وهو يشكّل أحياناً مورداً مهمّاً للصحة». ولدرء خطر فيروس «كورونا» المستجدّ، توصي السلطات الصحية قبل أي شيء آخر بوضع الكمامة ومراعاة التباعد الاجتماعي وغسل اليدين بانتظام.
ومنذ الصيف، باتت متاجر السلع غير الغذائية والمطاعم مغلقة وحركة القطارات والحافلات محدودة. ويُطلَب من السكّان وضع الكمامات بغية اتقاء «الغبار» و«عوامل ممرضة» مجهولة، حسب البيان الرسمي للسلطات.
ولم تنتقد منظمة الصحة العالمية موقف تركمانستان، معربةً عن قلقها من ازدياد حالات الالتهاب الرئوي في البلد خلال الصيف، ومؤكّدة أنها حصلت على تصريح لاستخراج عيّنات ميدانية وتحليلها في المختبرات. غير أن المنظمة الأممية كشفت لوكالة الصحافة الفرنسية أن تنفيذ هذه المهمّة «مستحيل»، على ما تبيّن لها.
وليست توجيهات قربان قولي بردي محمدوف الخاصة بالحرمل مستغربة من رئيس عهد امتداح الثروة الطبيعية في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة.