آراءأمن ومحاكمهاشتاقات بلس

#نبني_وطن | يوسف كاظم عباس: “مقتل الشهيد عبدالعزيز الرشيدي.. والإعلام غير المسؤول”

بداية و قبل كل شيء نتقدم لأسرة شهيد الواجب عبدالعزيز محمد الرشيدي بصادق التعازي وصور المواساة بالفقيد الشاب الذي راح ضحية لجريمة نكراء على مختلف الأصعدة وبصورة غير آدمية لمجرم إرتكب جرماً عظيماً إستحق على فعلته اللعن في الدنيا وفي الآخرة.

إنتظرت حتى تهدأ نفسي قبل كتابة هذه السطور خاصةً وإننيوربما الكثيرين ممن هم مثليشعرت بالحرقة والغصّة.. وامتلئ قلبي بغضب وحنق كبيرين بعد مشاهدتي لتصوير متداول للجريمة الشنيعة، وفي لحظة رؤيتي للمنظر بعين الإعلامي أبعدت الجانب الصحفي المتجذر في داخلي قليلاً ليتوقف ذلك المقطع المصور عندي دون أن أرسله أو أقوم بنشره لإعتبار وحيد.. أسرة الشهيد.

فهذه الأسرة الكريمة العزيزة لربما غادرها الشهيد عبدالعزيز صباحاً لتأدية واجبه كشرطي مرور وهم لا يعلمون ما إذا كان سيعود لوجبة الغداء أو العشاء في نهاية نوبة عمله، ولكن الأقسى أن يروه في مقطع متداول بهواتفهم عبر منصات التواصل الاجتماعي يُطعن بذلك الحقد المجنونفكان إحترام تلك المشاعر أكبر من أداء أي دور إخباري وسبق صحفي.. ولكن مع الأسف! تناست بعض الحسابات الإخبارية ذلك وبحثت عن ارقام المشاهدات و زيادة المتابعين تاركين أحد أهم مبادئ ممارساتنا الإعلامية ككل والعمل الصحفي بالتحديد.. وهي أخلاقيات المهنة!

للموت حرمة! ولنقل مشاهد القتل و العنف حدود لا يجب أن نتجاوزها تحت أي مبرر! حتى أن العديد من المنصات الاعلامية الحديثة (السوشال ميديا) وضعت اليوم ضوابط متشددة أكثر في هذا الشأن لبعدها الإنساني!

فالأحداث الدامية والمواد العنيفة من صور و فيديوهات إن وقعت في اي بقعة من الأرض قد يتم حجبها من خلال العديد من منصات التواصل الاجتماعي، ناهيك عن ان البعد الجغرافي يتدخل في مدى علاقة المجتمع بالحادثة!

فمثلاً.. ربما كمجتمع كويتي لا نعي أثر نقلنا لمقطع عن ضحايا حادث دامٍ عنيف في بلد مثل فنزويلا! ولربما يتناقلون هم مقطع مقتل الشهيد عبدالعزيز محمد العنزي من باب كونه جريمة وقعت في بلد يبعد عنهم آلاف الكيلومترات! لكن المبدأ واحدحرمة النفس الانسانية خط أحمر للإعلام الواعي!

في مهنتنا .. كلنا نخطئ كناقلين للأخبار وقد تخذلنا الحقائق بالإحداث والأرقام والمعلومات وهو أمر قد نتداركه، ولكن لنحاول أن لا نقع في خطأ أخلاقي لأننا قد لا يمكننا تصحيحه والرجوع عنه.. دون أن نتلوث ونفسد! فعلينا الإنتباه حتى نكون (إعلام مسؤول).

يوسف كاظم عباس

رئيس تحرير جريدة هاشتاقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى