آراءهاشتاقات بلس

#نبني_وطن | يوسف كاظم عباس: “هل لديك خطة إعلامية؟”

من الامور التي تبعث على التفاؤل أنك ترى إهتمام كبير وواضح خلال الفترة الماضية بوصول العديد من القياديين إلى حقيقة أن العمل والإنجاز والبذل من اجل مصلحة الوطن و المواطن يحتاج إلى “إعلام” وهو القيمة المضافة بالنسبة له التي كان يغفل عنه الكثير من القياديين في السابق من منطلق أن العمل هو الذي سيتحدث عن نفسه – و ذلك من الناحية النظرية سليم – ولكن! هل يعلم الناس ما الذي قمت بعمله و إنجازه.. دون أن تخبرهم بذلك؟

وهناك نعود قليلاً لمبدأ مهم في علم الإتصال الجماهيري يتعلق بما يسمى ببساطة ويُعرف بـ”إطار الإتصال” أو “مربع الإتصال”.. سنرى أن هناك “مُرسل” و “مُستقبل” وبينهم “رسالة” يود المُرسل إرسالها للمُستقبل” .. ويكون ذلك عبر وسط إتصالي “وسيلة إتصالية” مع أهمية كبيرة – تزايدت خلال السنوات الـ30 الأخيرة فيما يُعرف بالتغذية الراجعة أو “رجع الصدى” أو باللغة الإنجليزية الـ”feedback” وبالتالي، هناك عنصر أساسي في عملية الإتصال و هو أن الرسالة يجب أن تصل للمُستقبل من خلال قناة إتصالية و وسط إتصالي حتى يعلم المُستقبل (الجمهور أو الناس) ما يريد المُرسل (الجهة أو المؤسسة أو القيادي) أن يقول أو يبين أو يوضح!

إذا ما إتفقنا على ما سبق سنصل إلى حقيقة أن عدم إلتفات القيادي صاحب القرار لهذا المبدأ من الأساس وإختزاله لكيفية ما يريد إظهاره أو قوله أو الإعلان عنه عبر خبر صحفي يتم إرساله للصحافة أو حتى في كثير من الأحيان إلى حسابات إنستغرام و تويتر الخاصة بالجهة التي يمثلها.. وبالتالي قد قام بالمهمة! وهذا ليس بالأمر الكافِ!

الأمر يتعدى ذلك بشكل كبير، فالعمل بشكل عشوائي في عالم متسارع بات للإعلام دور مهم فيه، لن يعود بالنفع على القيادي أو صاحب القرار ولا على المؤسسة ككل، ولهذا فإن وضع الخطط الإعلامية من خلال الإستعانة بالمتخصصين وليس بشكل عبثي أمر بات في غاية الأهمية لكونه يخدم رسالة و هدف المؤسسة حتى و إن غاب القيادي أو إبتعد عن مركزه، فالعمل المؤسسي لا يتوقف على شخص ولكن هذا الشخص يجب أن يعلم تماماً أن وضع رؤية و خطة إعلامية واضحة سيؤمن إستدامة في تحقيق الإتصال علاوة على كونها ستمثل قفزة مهمة له على الصعيد الشخصي وستكون الإضافة التي يتركها في موقعه حتى و إن غادره.

أن تعمل بلا خطة.. كأنك تخطط للفشل! ولذلك نرى تنامي توجه القياديين الناجحين للبحث عن السبل من أجل وضع رؤى و خطط إعلامية واضحة المعالم تجسد حجر أساس ينطلق منها لإبراز إنجازات العمل وبالتالي خلق التواصل المطلوب مع الجماهير والمجتمع وكذلك القيادات العليا التي تقدر مثل هذا التوجه في وقت بات فيه عناصر “إطار الإتصال” مختلفة في خصائصها.. فاليوم بات المُتلقي “المواطن” متواجد ويراقب العمل و الإنجاز والأخطاء و بات أكثر وعياً و دراية و ثقافة و قدرة على الوصول للمعلومة بل والتعليق و الرد والتعقيب و الإقتراح و الشكوى و تقديم الملاحظات والإنتقاد في إطار “رجع الصدى” أو الـ”feedback” وبالتالي لهذا الأمر أهمية كبيرة.

اليوم.. يجب أن يضع كل قيادي بالإعتبار أنه يجب أن يعمل من اجل الوطن و المواطنين.. وعليه أن يصل إليهم و يكون قريباً منهم و أن يستمع و يقيم عمله بإستمرار، و كذلك أن يخبرهم و يبين لهم عمله الذي سيتحدث عنه الناس وبالتالي سيعلمون من يعمل و من لا يعمل.

 

يوسف كاظم عباس

رئيس تحرير جريدة هاشتاقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى