ترند

هبة الدري: لن أُباشر تصوير أي مسلسل إلّا عندما ينحسر الفيروس

اعتبرت الفنانة هبة الدري أن فيروس كورونا لن يؤثر على أجور الفنانين أو يسبب انخفاضها، لافتة إلى «أن القنوات ما زالت تدفع المبلغ ذاته للمنتج، والذي بدوره يعطينا أجورنا كما هي».

واستدركت الدري في حوار مع «الراي»، قائلة «لكن في الإجمال وعلى الصعيد الاقتصادي، أثّر الأمر على العالم كله، لهذا من الطبيعي أن يؤثر على الفرد في المجتمع سواء كان فناناً أو موظفاً عادياً».

في جانب آخر، أعربت الدري عن سعادتها بتجربتها في المسلسل الرمضاني «كأن شيئاً لم يكن»، كاشفة عن أنه لم يحقق الانتشار الواسع جداً كونه عُرض على محطات تلفزيونية معينة وسط زحمة المسلسلات المعروضة خلال شهر رمضان. كما تطرّقت إلى مسلسل «مانيكان» الذي وصفته بالعمل الأخوي والرائع.

الدري، وفي خضم حديثها، أوضحت أنها لا توجه نقداً إلى زملائها أبداً، مرجعة ذلك إلى كونها تعرف الظروف التي مروا بها خلال التصوير والتعب والإرهاق الشديدين اللذين بذلوهما.

• كيف تقيّمين تجربتك في العمل الرمضاني «كأن شيئاً لم يكن»؟
– كانت تجربة حلوة والعمل جميلاً، إذ فيه فلسفة خاصة وأبعاد نفسية، خصوصاً ذلك الظلم الذي تتعرض له الزوجة ثم البنت. وأيضاً، كراهية الرجل للنساء واستعبادهن، إلى جانب التغيرات التي تحصل لإنسان تحمّل ظلماً لسنوات طويلة ليصبح بعدها متمرداً ذا شخصية قاسية وسيئة. باختصار، أحببت جميع مراحل شخصيتي، وأيضاً التعاون مع كل فريق المسلسل.
• وهل حقق ما كنتِ تطمحين إليه؟
– من وجهة نظري لم يحقق المسلسل الانتشار الواسع جداً، كونه عُرض على محطات تلفزيونية معينة وسط زحمة المسلسلات المعروضة خلال شهر رمضان، والناس كانوا وما زالوا مشغولين بمتابعة مستجدات فيروس كورونا، لهذا غالبية المسلسلات التي عُرضت على غير القنوات الرئيسية مثل تلفزيون الكويت أو دبي أو أبوظبي أو «mbc» أشعر أنها ظُلمت.
• وماذا عن مشاركتك في المسلسل ذي الطابع الكوميدي «مانيكان»؟
– مسلسل أحبه جداً وسعدت بالمشاركة فيه. عمل أخوي رائع وجميل… كلنا كنا يداً واحدة «ماكو النجم البطل»، تحدينا ظروفاً كثيرة مررنا بها، خصوصاً مع بدء انتشار فيروس كورونا المستجد. قدم «مانيكان» حكماً وقيماً مهمة جداً، واستوعبها الطفل الصغير مثل الكبير. أحببت تنوع الألوان وأسلوب الإخراج المتجدد بقيادة هيا عبدالسلام وبمساعدة سعود بوعبيد وبإشراف عام لفؤاد علي. كنت عوداً من هذه الحزمة، وأحببت دوري الذي صاغته مريم نصير بأسلوب جديد بعيد عن النمطية. والحمد لله، لقي «مانيكان» أصداء حلوة في عرضه الأول في رمضان، ثم تم عرضه مباشرة على شاشة «mbc» وما زال نجاحه مستمراً.
• اختيارك لهذين العملين، هل جاء عن اقتناع تام، أم أنهما كانا أفضل المعروض والمتاح؟
– عرضت عليّ أعمال كثيرة اعتذرت عنها، كوني لم أجد نفسي في الشخصية ولن أقدم جديداً. في المقابل، اخترت المسلسلين السالف ذكرهما عن اقتناع تام.
• بما أن الجميع كان جالساً في البيت، فما الأعمال التي شدتك لمشاهدتها؟
– تابعت على رأس القائمة مسلسل «أم هارون»، كونه طرح فكرة جديدة في الدراما الخليجية، وهي التعايش واختلاف الأديان. كذلك تابعت مسلسل «جنة هلي» الذي كان لطيفاً اجتماعياً، طارحاً قضايا مهمة بالنسبة إلى المجتمع. أما على الصعيد المصري، فتابعت أعمالاً كثيرة لعدم وجود بروفات مسرح، منها «البرنس» ثم «الاختيار» اللذين كانا رائعين.
• هل توجهين نقداً مباشراً إلى زملائك الفنانين من خلال التواصل معهم؟ وإلى أي درجة تتقبلين النقد منهم؟
– كلا، لا أوجه نقداً إلى زملائي أبداً، لأنني أعرف الظروف التي مروا بها خلال التصوير وأعرف التعب والإرهاق الشديدين اللذين بذلوهما. وصدقاً، أياً كان العمل جميلاً أم تافهاً، سيكون وراؤه تعب تصوير يمتد إلى 12 ساعة في اليوم وأكثر. لهذا، أفضّل إعطاء نصائح فقط حتى لا أدمر نفسية «وأكسر مجاديف اللي جدامي». وعلى الصعيد الشخصي، أحب تبادل الآراء حول الأعمال والشخصية التي قدمتها مع المقربين مني.
• بات الكثير من الكُتّاب يتوجهون إلى الطرح الجريء، إما في القصة أو أسلوب الطرح لإثارة الجدل أو بطلب من المنتج حتى… فهل تؤيدين ذلك؟
– أؤيد الطرح الجريء المهم الذي يساعد في حل قضية ما في الحياة… «بالعكس ما في مشكلة». لكنني، أنبذ الطرح الوقح الذي يكون الهدف من ورائه إثارة الجدل بصورة غير حلوة.
• سبق أن قدمتِ مشهداً جريئاً تم تصويره بطريقة إخراجية محترفة بعيداً عن الابتذال، لذا ما مفهوم وتعريف الجرأة في الدراما لدى هبة الدري؟
– القصة جريئة، وكذلك الفكرة. نعم، لا ضرر من ذلك، لكن من الضروري أن يكون بعيداً عن الابتذال والوقاحة، وليس من الضروري طرح القضية بشكل صريح وواضح. وعلينا أن نحترم وجود أعمار مختلفة تشاهدنا «ما نتعدى على طفولة اليهال»، وألّا تخجل الأسرة كاملة من مشاهدتنا.
• من وجهة نظرك، هل غياب بعض الأعمال عن المشاركة بسبب جائحة فيروس كورونا أعطت فرصة لغيرها للبروز أكثر؟
– الفن أشبه بالبورصة، هناك مَنْ يصعد في هذا الموسم ثم يهبط في الموسم الآخر، وفيروس كورونا المستجد فعل هذا الشيء، إذ هناك مسلسلات كثيرة توقفت ولم تُعرض، لكن ربما عند عرضها في وقت آخر قد تحقق نسبة مشاهدة أكبر. ليس من الضروي أن نكون متواجدين في كل موسم درامي رمضاني للمنافسة «إحنا مو قاعدين ناخذ جوائز». نعم، جميل أن نقدم عملاً مكتمل العناصر، وهو الأمر الذي غاب عن كثير من المسلسلات بسبب جائحة كورونا ويندرج تحت بند الكوارث الطبيعية كما منصوص في عقودنا. مثلاً، مسلسل «بيت بيوت» لم نكمل تصويره لأسباب عدة، منها وفاة الفنان سليمان الياسين وأيضاً فيروس كورونا وتنفيذاً لقرار عدم التجمعات، وتقرر تأجيله إلى أن تسنح الفرصة.
• «كورونا» أثّر اقتصادياً على العالم بأسره، فهل سيكون له تأثير كبير وواضح على أجور الفنانين في الفترة المقبلة؟
– لن يكون هناك تأثير شديد على أجور الفنانين وانخفاضها، إلّا إن كانت فترة التصوير خلال السنة الحالية، فالقنوات ما زالت تدفع المبلغ ذاته للمنتج، والذي بدوره يعطينا أجورنا كما هي. لكن في الإجمال وعلى الصعيد الاقتصادي، أثر الأمر على العالم كله، لهذا من الطبيعي أن يؤثر على الفرد في المجتمع سواء كان فناناً أو موظفاً عادياً.
• هل سيكون لذلك تأثير على تفكيرك باتخاذ قرار دخول مجال التجارة ليكون مصدر دخل آخر؟
– نعم، الجميع في باله دخول مجال التجارة، وهو شيء وارد بالنسبة إليّ مستقبلاً «مو عيب ولا غلط». لكن من وجهة نظري، التجارة تحتاج إلى إنسان متفرغ أو على الأقل إلى ساعد أيمن يقوم بالمهمة. وشخصياً، لديّ أولاد صغار أهتم بهم وبدراستهم، كما لديّ الفن الذي يجب أن أتفرّغ له طوال فترة التصوير.
• ما الذي تغير في حياتك فعلياً منذ بدء انتشار «كورونا» عالمياً إلى اليوم؟
– إنه يجب أن ننظر إلى الأساسيات وليس الكماليات، وأن نؤسس مادياً للسنوات المظلمة «ما نصرف فلوسنا كلها على أمور مالها داعٍ»، ونستثمر في أموالنا. تغيرت وجهة نظري للأمور والحياة، واكتشفت مع زوجي أن الجلوس في البيت ومع الأولاد أجمل بكثير من الخروج طول الأسبوع وقضاء الوقت في المطاعم والسينما وغيره.
• هل من جديد درامي يتم التحضير له للفترة المقبلة؟
– فعلياً قرأت نصين دراميين، لكن المشكلة أنني لن أباشر بتاتاً تصوير أي مسلسل إلّا عندما يحصل انحسار تام لفيروس كورونا المستجد، أو عندما تعلن السلطات المعنية في الكويت عن القضاء عليه وأنه بات بالإمكان مزاولة حياتنا كسابق عهدها. إلى جانب ذلك، سيتم إكمال «بيت بيوت» عندما تهدأ الأمور وتعود الحياة طبيعية، وقد يكون ذلك في المرحلة الخامسة «بالنسبة لي لاحقين على الشغل والتصوير، وخل الناس تهدأ وتجابل نفسها وصحتها اللي ما تتعوض بفلوس الدنيا».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى