آراءهاشتاقات بلس

يوسف كاظم: إدارة الأولويات في عصر السرعة

الخطوات المتسارعة التي يخطو بها العالم اليوم تُحتم علينا جميعاً الوعي بضرورة تفهُم أن الناس من حولنا باتوا أقل قدرة علىتحمّلالإنتظار في زمنٍ تحدث الأمور فيه بسرعة كبيرة لا تتناسب أساساً مع مفهوم.. “الإنتظار“!

وهذا الأمر يظهر بشكل واضح من خلال جُل أمور حياتنا.. بداية من حاجاتنا الأساسية كبشر وهو تناول الطعام الذي ترانا نطلبه من أسرع المطاعم قدرة على توصيله لنا ونحن في أماكننااونلاين” من تطبيق على هواتفنا الذكية فنختار و نطلب و ندفع بسرعة بل و نتابع وقت و موقع عامل التوصيل لحظة بلحظة! لكوننا في عجلة دائمة تمنعنا من التوجه لذلك المطعم والإنتظار أمامه!.. وصولاً إلى علاقاتنا الاجتماعية التي باتت سريعة التشكّل و سريعة التفاعل و سريعة الإنتهاء! ناهيك عن إعتماد معظم هذه العلاقات على تواصلٍ لا مكاني عن بُعد وفي كثير من الأحيان تتعرض للإهمال بل والعطب.. لكوننا مستعجلين في أمورأخرى أو لا نملك وقتاً حتى لعلاقاتنا مع الآخرين وهذا امتد للأسف حتى لعلاقاتنا مع الدوائر القريبة من أسرنا الصغيرة والممتدة و اقاربنا ومعارفنا ورفقاء الدراسة وزملاء العمل.. اذ بتنا مقصّرين معهم بسبب عجلة حياتنا!

حتى سعينا نحو تحقيقنا لطموحاتنا و احلامنا و تطلعاتنا .. ترانا في الواقع نود ان نصل إليها بسرعة! فلم يعد الوقت يسعفنا لشيء مما وضعنا له الخطط والترتيبات المسبقة! فيا ترى اين الخللان وجدوهل فعلاً بتناعجلينإلى درجة اننا قد بدأنا نفقد قيمة الوقت الذي كنا نراقبه لحدوث امر ما؟ هل اختفى ذلك الترقب والانتظار بغية تحقيق انجاز ما ! او الوصول لغاية ما! او الإلتقاء بشخص ما!؟

ترتيب اولوياتنا في الحياة بات حاجة ملحة اكثر من أي وقت مضى.. ولو راجعنا انفسنا في كل يوم بهدف صياغة جدول مهام و أعمال لننفذها في اليوم التالي.. او على الاقل في نهاية كل عطلة نهاية اسبوع لنخطط ما الذي سنفعله خلال بحر الاسبوع الذي سيأتي.. قد تتغير لدينا الكثير من الأمور التي تكشف لنا ضرورة اعادة ترتيب الأولويات و اعطاء انفسنا وقتاً للراحة و التدبر وبالتالي التخطيط السليم بوعي و حكمة اكثر عبر فهمنا لضرورة إدارة الأولويات في هذا العصر السريع، خاصة حين نقف اما اكتشاف كبير لذواتنا المرهقة.. اننا لم نستمتع برحلة الحياة.. التي تمضي بتريث.. ولكننا نستعجلها دون ان نعي لذة التريث.. في زمن السرعة!

يوسف كاظم

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى