#آراء | الكاتبة ليلى الزاهر .. تكتب: “منزل أمي.. من منعطفات الحياة”
عندما تلقيتُ دعوة من صديقتي لزيارتها في منزلها الجديد فرحتُ كثيرا وأسرعت بتلبية دعوتها كان منزلها الواقع بأطراف المدينة له طراز جميل يتفق مع عصور النهضة العمرانية الفخمة ، يحمل أنماطا جميلة في التشكيل الهندسي .
منزل صديقتي أجمل منزل ! ربما يتبادر لذهنك لتسألني عن أسباب تميّز هذا المنزل ، قد تكون هندسته الزخرفية الفريدة أو ربما رياشه الفخم الأنيق .
منزل حديث ذو لمسات جميلة . مداخله الأنيقة تلاءمت مع جدرانه المطلية بالفخامة ، وأرضياته الرخامية أشرقت بإضاءة أشبعت أثاثه ألحانا هادئة بهدوء الأنوار القمريّة .
ذاك جمال أبهرني لكن هناك محراب أسفر عن جمال أكسب المنزل هالة مضيئة قدّست أسمى أنواع الحب .
عندما دخلت بوابة المنزل وجدته في حقيقة الأمر منزلين في منزل واحد ، القسم الأول كان منزلا يخص أم صديقتي وبالمقابل منه شُيّد منزلها ، تتوسط المنزلين حديقة جميلة وتستطيع صديقتي أن تطل على منزل أمها من نوافذ منزلها . لقد كانت تقصّ أحداث بناء المنزلين وكلمات السعادة تراقص حديثها بدأت حديثها قائلة :
منزل أمي منزلي ، بيننا رباط قوي كنت أتردد على أمي كثيرا وأعشق الساعات
بجوارها . عندما تمرض أمي أرى نفسي مريضة وعندما تُشفى أشعر بكامل صحتي ، طلبت منها شراء الأرض بجانب منزلي لتصبح جارتي ولكنني لم أستطع رؤية الجدران تعزلها عني لذلك أصبح منزل أمي منزلي ندخل من بوابة واحدة ونجلس في حديقة واحدة نتسامر معا ونخرج سويا ونأكل معا .
الحياة بأمي متسعة مثل جنة بحجم السماء ، وهي الجنة التي أنعمُ تحت ظلالها في الدنيا والآخرة .
ودّعت صديقتي بأمنيات قلبية متلاحقة بالسعادة ، وظلال وارفة تنشرها سحائب الحب على منزلها ومنزل أمها .
إن تصل لأعلى مقامات البر بالوالدين فهذا توفيق إلهي حزت به شرف الدنيا ونعيم الآخرة . و أن تتمنى الموت بارّا بوالديك جاثيا تحت قدميهما فهذا ثوابه العظيم لا يعلمه إلا الله تعالى. وطرقه العديدة مُيسّرة لمن سعى لذلك ، وآمن برسالة الحب الواجب والبر المقدس ، وفتح ذراعيه ليستقبل كل آثار العناية الرحمانية التي تشمله ببركة بر الوالدين .
ليلى الزاهر