#آراء | سلمى بن مطلق .. تكتب “دور العمل الانساني للكويت في توازن سياستها الخارجية”
السياسة الدولية (الخارجية) هي السلوك والانطباع الذي يعكسه افراد الدولة من صانعي القرار السياسي والوزراء وغيرهم عن دولتهم امام الدول الاخرى ، كما انها حصيلة من التفاعلات والتكاملات و الاندماجات المتواصلة بين كم هائل من المتغيرات والمؤثرات ، حيث يسعى فيها صناع القرار السياسي في الدول والحكومات الى استثمارها من اجل تحقيق اهداف ومصالح متفاوتة الاحجام ، فهي بدورها تُعد مدخلاً وباباً لمجالات اخرى منها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
وكان سلوك ” الكويت ” في تعاملها مع الدول الاخرى يتصف بالكثير من الصفات منها : النضج ، الرشد ، الاحترام ، الحيادية ، الدبلوماسية ، و عدم الانفعال المُتسارع بإتخاذ القرارات ، بالاضافة الى ان لها الكثير من الاعمال الانسانية والخيرية العطائية التي ساهمت من خلالها بأن تصنع “توازناً ركيزاً” في سياستها الخارجية ، والحفاظ على صورتها المُشرفة المُنطبعة عند الدول عنها.
كما ان العمل الانساني يعد من ملامح “القوة الناعمة” التي تعبر عن قوة الدولة الدبلوماسية وعلاقتها الدولية المميزة واعلامها الموجه ومساعداتها المالية واستثمارها مع الدول الاخرى ، وبلا شك ان ماضي ” كويتنا ” وحاضرها حافلان بالكثير من هذه الاعمال الانسانية والتي سعت بدورها في انقاذ حياة الكثيرين واعادة الامل لهم واعانتهم على مناكبهم الاليمة وظروفهم ، ومن هذه الاعمال : جمعيات الهلال الاحمر ، مساعدات الكويت للصومال وغيرها من الدول الفقيرة ، مؤازرتها لسوريا و مساعدتها للنازحين السوريين والفقراء اللاجئين من خلال تقديم القروض المالية ، بناء المساجد ، المدارس ، دور الايتام ، المرافق الحيوية ، وتجهيز الخيام ، والكثير من الامور التي لا تعد ولا تحصى في مسيرتها التاريخية ، كل ذلك في سبيل الحفاظ على علاقتها وتوزانها وصورتها الخارجية .
سلمى بن مطلق
جامعة الكويت
كلية العلوم اجتماعية / تخصص العلوم السياسية