#آراء | سوسن إبراهيم محمد .. تكتب “دمى الشهرة”
مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي تختلف مضمون محتوياتهم و تجمعهم شهوة الشهرة، و مؤخرًا بدأت الشهرة على الوسائل الرقمية بالتضخم لأسباب سخيفة، منها نشر محتوى لا يليق بالذوق العام أو صناعة محتويات تهدف إلى إثارة الرأي العام عبر قذف وانتهاك خصوصيات الآخرين لزيادة أعداد المتابعين وبلوغ الشهرة بشكل اسرع.
ولكن الأدهى والأمر أن تكون شهرتك على حساب ابنتك او ابنك الصغير الذي بالكاد يتقن التلفظ بالحروف أو عمل مقالب مهينة لإضحاك العامة.
الشهرة جذابة ولها سحر خاص لدرجة أنها من الممكن أن تكون غريزة تتملكنا وشهوة تدعونا بإلحاح، ولكن الوصول لها شاق جدًا وطريقها مليء بالمغريات التي قد تجبرك على الانصياع وراء مختلف الأساليب لتحصيلها.
لذلك الأطفال اليوم دُمى في عصر الانفتاح واللهث وراء الشهرة، دُمى يحركها الكبار لاستقطاب أعداد هائلة من المشاهدين والمتابعين، يعرضونهم وكأنهم وسيلتهم الوحيدة لكسب سمعة اجتماعية تمكنهم فيما بعد كسب مبالغ طائلة من المال.
من منا لم يرى الرقصة البريئة للطفلة التي تبلغ من العمر ثمانية أعوام وأخاها الذي التقط لها فيديو وحقق الملايين من المشاهدات! من الصعب معرفة ما يدور بأنفسهما وقت نشر هذا الفيديو ولكن من المؤكد أنهما فتحا بابًا لن يوصد بسهولة، أعتقد أن أغلبكم فهم المقصود! بعد اجتياح هذا الفيديو منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وبناءًا على شهرة الاخيرة، بدأ مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بالتقليد الأعمى وبدأ العديد منهم ببناء سمعتهم “الرقمية” إن صح التعبير، على حساب براءة وطفولة ودهشة الأطفال.
جعلوهم طعوم براقة للسعي لتكوين رصيد عالي من الحشود المُتابعة “الغافلة” ومن جهة أخرى لتكوين رصيد مالي ضخم من خلال الإعلانات المتعاونة.
شخصيًا أجد هذا النوع من الوسائل المتبعة حاليًا خالية من الإنسانية والمسؤولية، فتعريضهم لأضواء الشهرة قد يعرضهم لمشاكل نفسية تفوق قدراتهم المتواضعة في بداية سنواتهم الأولى وحتى قد تصل لمشكلة التنمر.
ولذلك يجب محاسبة مشاهير “السوشيال ميديا” الذين يستخدمون الاطفال كـ “دُمى شهرة” وذلك من خلال تفعيل دور المباحث الإلكترونية بالتعاون مع الجهات المسؤولة عن حقوق الطفل، لتجنب استغلال الاطفال وطمس طفولتهم.
سوسن إبراهيم محمد