وصف آمر سلاح الدفاع الجوي، اللواء الركن خالد الشريعان، التعاون العسكري في المجال الجوي بين الكويت وبريطانيا بأنه “مجال لا يمكن وصفه، فالتعاون بين بلدينا له جذور عميقة من التدريب إلى شتى المجالات”.
وفي تصريح للصحافيين خلال مشاركته في السفارة البريطانية، مساء أمس، ممثلاً عن نائب رئيس الأركان العامة للجيش، اللواء ركن طيار صباح جابر الأحمد، في “يوم الذكرى”، الذي تحتفي به المملكة المتحدة كل عام منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى إحياء لذكرى الجنود البريطانيين الذين توفوا أثناء خدمتهم، قال الشريعان: “شهداء الواجب لهم كل التقدير والعرفان، فالشهادة هي أسمى المراتب خصوصاً في الدفاع عن الوطن، وهذه أمنية كل شخص في الدفاع عن بلده”. وأضاف: “نشكر سفيرة المملكة المتحدة لدى البلاد بليندا لويس على الدعوة الكريمة لإحياء ذكرى الشهداء العسكريين الذي ضحوا بأرواحهم أثناء خدمتهم العسكرية”، لافتاً إلى أن “إحياء هذه الذكرى واجب تجاههما، ولهم التقدير والعرفان للعمل الذي قاموا به، ونتمنى الأمن والأمان لجميع الدول”.
خسائر الإرهاب
من ناحيتها، قالت لويس، في بيان، إن “إحياء الذكرى، هو دائماً مناسبة ذات تأثير كبير، وتقدم هذه الفعالية فرصة للتفكير في الخسائر الناجمة عن للصراع والإرهاب، ونتذكر جميع أولئك الذين فقدوا حياتهم، من جميع الأطراف، وأولئك الذين لا ينتمون لأي طرف، نتيجة لذلك”.
من جانبه، قال الملحق العسكري في السفارة البريطانية، العقيد الركن بحري نيل ماريوت: “إننا سعداء بالتاريخ الطويل للعلاقات بين المملكة المتحدة والكويت”.
وأضاف: “إننا نحتفل هذا العام بالذكرى الـ 125 للعلاقات الدبلوماسية”، مشيراً إلى حرص جيشي البلدين على تعزيز كل سبل التعاون الأمني والعسكري، كما لفت إلى حرص بلاده على دعم الكويت والوقوف إلى جانبها لضمان السلام والأمن ودعم الأمن في المنطقة.
وعن التمارين المشتركة، قال: “نحاول إجراء التمارين بشكل منتظم قدر الإمكان بين القوات المسلحة البريطانية والكويتية، وهناك العديد من الدورات التدريبية التي تقام في المملكة المتحدة، بمشاركة وحضور العديد من العسكريين الكويتيين”.
وتابع أن هناك دورات لإعداد القادة مثل دورة القيادة والأركان المتقدمة، والكلية الملكية للدراسات الدفاعية لتطوير كبار الضباط في المستقبل، ونحن ممتنون لحضور الكويتيين المنتظمين فيها، كما نقوم بإجراء التدريب على المستوى التكتيكي والعملياتي.
وأشار إلى اختتام فعاليات تمرين “الدرع الحديدي 2-2024” المشترك بين الجانبين الكويتي والبريطاني في لواء صالح المحمد الآلي/94، بمشاركة 60 جندياً بريطانياً في التمرين، مشيراً إلى أن التمرين يأتي في إطار التعاون المشترك بين القوات الكويتية والبريطانية، ويعد أحد التمارين العسكرية للجيش مع الدول الشقيقة والصديقة، لتطوير وتعزيز التدريب المشترك وعمليات القيادة والسيطرة وتوحيد المفاهيم العملياتية، كما يهدف التمرين إلى تبادل الخبرات، ورفع مستوى الجاهزية القتالية لكلا الجانبين.
وأفاد بأن هناك 34 عسكرياً بريطانيا يعملون داخل مقرات القيادة العسكرية في الكويت بشكل دائم، إضافة إلى العسكريين البريطانيين في معسكر عريفجان، وقاعدة علي السالم الجوية.
وفيما يتعلق بالمشاريع والصفقات العسكرية بين البلدين، قال ماريوت: “هناك ترتيبات حكومية بين وزارتي الدفاع البريطانية والكويتية، بحيث تتمكن الكويت من شراء أي قدرة عسكرية قد تحتاجها من المملكة المتحدة”، مضيفاً: “نحن نعلم أن هناك العديد من المشاريع التي تدرسها الكويت حالياً، والمملكة المتحدة مستعدة لتقديم الحلول، ولم تتقدم الكويت بعد بطلب شراء إليها عن طريق حكومتي البلدين (G2G)، ولكنّ هناك فرصاً للحصول على قدرات مذهلة”.
وعما إذا كان هناك تنسيق بين الجيش البريطاني ودول المنطقة في ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة، أكد ماريوت أن “المملكة المتحدة ملتزمة بدعم السلام والأمن الإقليميين، وتشارك في جهود دبلوماسية كبيرة في جميع أنحاء المنطقة”.
من ناحيته، قال المقدم المتقاعد دوجي لورد، الذي يعد من قدامى المحاربين المشاركين في حرب تحرير الكويت: “إنه لشرف لي، بصفتي أحد قدامى المحاربين في حرب التحرير الذين يعيشون في الكويت، أن يُطلب مني وضع إكليل من الزهور على جدار الذكرى في السفارة البريطانية، وإحياء ذكرى أولئك الذين قدموا التضحية الغالية”.
أكاليل ورد… ومجسم للذكرى
شارك عدد كبير من السفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى البلاد في الفعالية، كما شارك حشد من الملحقين العسكريين ومن ضباط الجيش الكويتي في المناسبة.
ووضع السفراء وكبار الضباط أكاليل من الورد الأحمر على مجسّم أقيم لتخليد ذكرى العسكريين الذين قتلوا في المعارك، كما ارتدى العديد من الحاضرين الزهور الحمراء التي تعتبر أول زهرة ازدهرت في ساحات القتال في الحرب العالمية الأولى، رمزاً للذكرى والأمل في مستقبل أكثر سلاماً.