أصدر عدد من أعضاء هيئة التدريس والهيئة الأكاديمية المساندة في كلية الصحة العامة بجامعة الكويت بيانا استنكروا فيه إلغاء الكلية وتحويلها الى قسم في كلية العلوم الطبية المساعدة، وجاء في البيان:
نستنكر نحن الموقعين أدناه توجه إدارة الجامعة وإدارة مركز العلوم الطبية بجامعة الكويت الى نسف كلية الصحة العامة بأقسامها العلمية الخمسة وتمثيلها بقسم أوحد في كلية لا تمت لها بصلة ككلية العلوم الطبية المساعدة.
وأضافوا انه من المحزن والغريب أن تأتي هذه الخطوة بعد أن كانت قيادة الكويت وجامعة الكويت آنذاك سباقة في الخليج بإنشاء هذه الكلية في عام 2013 والتي تعد من أولى كليات الصحة العامة في المنطقة، والأغرب أن يتم هذا النقاش والعالم على أعقاب جائحة كورونا التي أتت متزامنة مع أوبئة منتشرة في مجتمعنا بسبب سوء النظام الغذائي ونمط الحياة الخاملة، كداء السمنة والسكر وأمراض السرطان والقلب – والتي تعد أسباب الوفاة الرئيسية في الكويت – وبالإضافة إلى التلوث البيئي والتصحر والتغير المناخي بالكويت بالأخص والعالم بشكل عام، وما يصاحب ذلك من أمراض الجهاز التنفسي والرئة والقلب والسرطان والاضطرابات النفسية.
وطالبوا إدارة الجامعة بتجميد كافة الإجراءات والقرارات المزمع اتخاذها بشأن هدم كلية الصحة العامة أو ضمها إلى كلية العلوم الطبية المساعدة، بموجب توصية غير مدروسة على أسس غير سليمة للجنة المشكلة من قبل القائم بأعمال نائب مدير الجامعة لمركز العلوم الطبية، (قرار رقم ٥ بتاريخ ٢٧/٤/٢٠٢٢)، حيث جرت الاستعانة بانتقائية شديدة بأستاذ مساعد ومدير إداري في كلية الصحة العامة، وهو ما ينم عن تعمد في عدم إشراك الأقسام العلمية وكافة أعضاء هيئة التدريس في كلية الصحة العامة وتهميش الآراء الأكاديمية والمهنية بشأن مستقبل كلية الصحة العامة التي جرى تأسيسها على أسس منهجية علمية وأكاديمية بفريق ضم عددا من الخبراء الدوليين والمحليين في مجال الصحة العامة.
وأعربوا عن أسفهم للظروف التي أجبرتهم على كتابة هذا البيان، وقالوا: إننا طلبنا لقاء إدارة الجامعة عدة مرات دون استجابة، ونعرب عن بالغ الأسى والاستياء من الإجراءات المتخذة والتي سوف تتخذ من قبل إدارة الجامعة بشأن إغلاق أو ضم كلية الصحة العامة إلى كلية أخرى، فحين زاد وعي الشعوب بالصحة العامة بسبب الجائحة وتوجهت الدول الى مضاعفة الاستثمار في هذا المجال تأهبا لجائحات وأوبئة معاصرة ومستقبلية، نشهد اليوم في جامعة الكويت هذا التوجه العكسي.
ودعوا مجلس الجامعة إلى عدم اعتماد أي قرارات مصيرية تتعلق بمستقبل كلية الصحة العامة ومنتسبيها وأقسامها العلمية دون الاستماع لكافة وجهات النظر العلمية والأكاديمية ومناقشتها على أسس أكاديمية اختصاصية، وليس اجتهادات من بعض الأساتذة الذين لا علاقة لهم بالتخصصات العلمية والبرامج الأكاديمية في كلية الصحة العامة.
وأكدوا ضرورة تسييد روح عمل الفريق الواحد، وترسيخ أسس بيئة العمل الصحية، بعيدا عن الأهواء الفردية وأي أهداف شخصية من شأنها أن تلحق الضرر البالغ في مستقبل كلية الصحة العامة وجامعة الكويت والمجتمع الكويتي بشكل عام.
أخيرا وليس آخرا، نناشد مجلس الجامعات الحكومية التدخل السريع العاجل لوقف هذه الإجراءات، تماشيا مع الأهداف المنشودة المتمثلة بالنهوض في التعليم الجامعي الحكومي وجودتـــه، والارتقــــاء بالمستوى الأكاديمي في جامعة الكويت ليواكب التطور العلمي.