قفزت أسعار النفط أمس الاثنين أكثر من 3 بالمئة مع تصاعد الازمة الروسية – الاوكرانية واحتدام المواجهات العسكرية بين البلدين إضافة الى إعلان عدد من الدول الغربية عقوبات اقتصادية جديدة تنص على حظر روسيا من نظام التحويلات المالية العالمي (سويفت) مما قد يتسبب في تعطل شديد لصادراتها النفطية.
وأكد قادة أمريكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وكندا إضافة إلى المفوضية الأوروبية في بيان مشترك صادر عن البيت الأبيض يوم السبت الماضي التزامهم بحظر روسيا من نظام التحويلات المالية العالمي (سويفت) وإدانتهم “الحرب التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والهجمات الروسية على دولة وشعب أوكرانيا”.
وأغلق خام برنت يوم أمس مرتفعا 06ر3 دولار ليبلغ 99ر100 دولار للبرميل في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 13ر4 دولار ليبلغ 72ر95 دولار.
وفي هذا السياق قال المحلل النفطي رئيس مكتب الأفق للاستشارات الإدارية الدكتور خالد بودي لوكالة الانباءالكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء ان الاجتياح الروسي لأوكرانيا انعكس بشكل مباشر على أسعار النفط فتجاوزت 100 دولار.
وتوقع بودي أن يتسارع هذا الصعود لتصل الأسعار إلى 120 دولارا للبرميل إذا تعثرت إمدادات النفط الروسي او توقفت عن الوصول إلى الأسواق بسبب الحظر على النفط الروسي أو إغلاق بعض طرق الإمدادات في حال تفاقمت الأزمة.
وأشار إلى أنه “في حال احتواء الأزمة وحلها سلميا من خلال انسحاب روسيا أو تحقيق السيطرة الروسية على أوكرانيا وانتهاء العمليات العسكرية فالأسعار ستعود إلى مستويات ما قبل الأزمة بين 90 و100 دولار للبرميل”.
ولفت الى “احتمال ثبات هذا المستوى السعري فترات طويلة بسبب تعزز مكانة النفط الخام في عالم الطاقة وسط الاتجاه إلى تقليص استخدام الفحم الحجري كمصدر للطاقة بسبب نسبة التلوث العالية منه وكذلك إلغاء الكثير من خطط التوسع في الطاقة النووية بسبب مخاطرها العالية”.
وأفاد بأنه “من بين العوامل التي عززت مكانة النفط محدودية الطاقة الاحتياطية من النفط الخام وقرب وصول النفط الصخري إلى مستويات إنتاجه القصوى إضافة الى السياسة الحالية لأوبك بلس لضبط الإنتاج والحد من تراكم الفوائض النفطية في الأسوق والتي تضغط على الأسعار وتتسبب في تراجعها”.
بدوره قال الخبير والاستشاري النفطي الدكتور عبدالسميع بهبهاني في تصريح مماثل ل(كونا) إن العوامل الجيوسياسية لها تأثير مباشر على أسعار النفط والأسواق النفطية.
وأضاف بهبهاني أن التواترات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا أثارت المخاوف بشأن إغلاق او تهديد سلامة خطوط الإمداد وهو ما دفع أسعار النفط لأعلى مستوياتها منذ 2014 لتسجل 100 دولار للبرميل.
وذكر أن ارتفاع الاسعار أتى مع تصاعد التوتر بين البلدين بعدما أمرت روسيا بنشر قواتها في منطقتين انفصاليتين بشرق أوكرانيا مما زاد من المخاوف بشأن إمدادات النفط ودفع سعره الى 100 دولار للبرميل.
وبين أن روسيا تعتبر مزودا رئيسيا للنفط والغاز وتعتمد عليها الدول الاوروبية في تأمين احتياجاتها النفطية متوقعا في حال استمرار الاشتباكات العسكرية الروسية – الاوكرانية ان تصل الاسعار الى مستوى 150 دولارا للبرميل.