أشياء إيجابية في حياتنا لن تتوقعها بسبب تفشي فيروس كورونا !

في ظل الأخبار السلبية عن انتشار فيروس كورونا في العالم، يعاني معظمنا من القلق والإحباط. لكن للأزمة جانب مضيء أيضا. فما ما هي أبرز الأشياء الإيجابية التي أظهرتها أزمة تفشي فيروس كورونا حول العالم؟

تقدير العلاقات الإجتماعية

هل انزعجت من قبل عند سيرك وراء سيدة عجوز بطيئة الحركة؟ هل مللت من سماع نفس القصة من جارك السبعيني كلما رأك؟ لا يفكر معظمنا بكبار السن في حياتنا اليومية، فهم جزء غير مرئي من المجتمع قابع في البيت أو في دور رعاية المسنين. أزمة كورونا جعلتنا ننظر للمسنين بشكل مختلف، فهم أهلنا وأهل أصدقائنا، هم من عملوا بجهد في شبابهم ليوفروا لمن بعدهم حياة كريمة، ولذلك يستحقون من الآخرين التقدير والحفاظ على سلامتهم.

فقد ظهرت في الأونة الأخيرة العديد من المبادرات لمساعدة كبار السن غير القادرين على التسوق بمفردهم أو من يحتاجون للمساعدة في تدبير أمور المنزل. كما التزم عدد كبير من الشباب بالعزل المنزلي لحماية الأكبر سناً من خطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا. وهو ما أظهر لنا أنه في وقت الأزمات يحتاج كل منا للآخر.

ففي ظل الإنشغال بالعمل وأمور الحياة، قد ينسى البعض ويتجاهل آخرون علاقاته الاجتماعية سواء مع الأهل أو الأصدقاء أو الجيران. الآن تجلس الأسرة الواحدة معاً، وتظهر قيمة الأصدقاء في حياة الفرد. فالإنسان كائن اجتماعي من الدرجة الأولى، والعزل الحالي جعل البعض يعيد ترتيب أولوياته مرة أخرى.

ومع إغلاق المدارس ومكوث الأطفال في المنزل، تستطيع العائلات استغلال الوقت في توطيد العلاقة الأسرية عن طريق ممارسة أنشطة جماعية مثل الألعاب أو الرياضة أو الطهي. هذه الأنشطة تقرب أفراد الأسرة من بعضهم البعض وقد تكون فرصة لنسيان الخلافات وحل المشكلات سوياً.

تقدير أكبر للمهن الأساسية

بعد تحول الفيروس إلى جائحة غزت العالم، تم إغلاق جميع أماكن تقديم الخدمات غير الأساسية، وعندها اكتشف الكثيرون أن المهن الأساسية في المجتمع ليست بالضرورة المهن التي كانوا يعتقدونها. فالأزمة الحالية أظهرت أهمية جميع العاملين بمجال الصحة وبيع المواد الغذائية، إلى جانب المربيات وسعاة البريد. العامل المشترك بين هذه المهن هو رواتبها المنخفضة رغم كونها مهن لا غنى عنها في المجتمع، وقد تسفر أزمة كورونا عن تقدير أصحاب هذه المهن اجتماعيا وماديا.

تقدير الطبيعة والحركة

يرى معظمنا الطبيعة من حوله كأمر مسلم به، فقد نمر يوميا بمناظر جميلة لا نلتفت إليها. لكن مع التزام أغلب دول العالم بالعزل المنزلي، يشتاق الكثيرون لضوء الشمس والجلوس في حديقة أو تحت ظل شجرة. فعندما نخرج من المنزل الآن، نستنشق الهواء بطريقة أعمق، ونمتع أعيننا بألوان الطبيعة لوقت أطول.

وإذا كنت تشكو من قبل عند اضطرارك لمشي مسافة طويلة، قد يتغير الأمر بعد إنتهاء أزمة كورونا. فالمكوث في المنزل جعل كثيرين يشتاقون للحركة اليومية، مما جعل البعض يمارس الرياضة في المنزل أو يستعمل الدراجة بدلاً من السيارة في قضاء احتياجاته خلال فترة العزل المنزلي.

استعمال أفضل لشبكات التواصل الاجتماعي

ينساق الكثيرون وراء نظريات المؤامرة والإشاعات التي يقرأونها على منصات التواصل الاجتماعي، كما لا يتقبل البعض اختلاف الآراء ويقومون بمهاجمة الآخرين. شهدت الفترة الأخيرة بعض التحسن في هذا السلوك، حيث أصبح مستخدمو هذه المواقع أكثر اهتماماً بمساعدة الآخرين ونشر سبل الوقاية والتوعية بين متابعينهم.

الاستمتاع بالهدوء والبساطة

لا شك أن أزمة كورونا تسببت في فقد الكثيرين لمصدر رزقهم، وبلدان كثيرة أقرت حزما اقتصادية لمساعدة المتضررين على اجتياز هذه المرحلة. في المقابل هناك من كانوا يعانون من الضغوط والتوتر سواء في عملهم أو دراستهم. هؤلاء أتاح لهم العزل المنزلي بعض الهدوء في حياتهم، حيث أعطاهم الفرصة للابتعاد عن الضغط اليومي وإعادة ترتيب أفكارهم. كما أتاح للبعض الآخر فرصة اكتشاف بعض المواهب الدفينة لديهم، حيث يقول الخبراء إن الملل قد يدفع البعض للابتكار. فإذا شعرت بالملل خلال العزل المنزلي قد تكتشف موهبتك في الطهي أو الرسم أو تصميم الأشياء. كما يمكنك استعمال تطبيقات مختلفة لتعلم لغة جديدة أو حضور دروس افتراضية في إحدى الجامعات.

وفي بعض الأحيان تكون أبسط الأشياء هي أفضلها. فمتعة مشروب دافئ والاسترخاء على الأريكة أو قراءة كتاب شيق قد تكون كل ما يحتاجه المرء لإعادة شحن طاقته والوصول للتوازن الداخلي.

 

 

المصدر: DW

Exit mobile version