انتشرت أخيرا العديد من المستحضرات التي تحتوي على الكولاجين، ما بين حقن الكولاجين التجميلية ودهانات البشرة التي تحوي الكولاجين وحبوب المكملات الغذائية الغنية بالكولاجين.
وعلى الرغم من أهمية الكولاجين كبروتين طبيعي يتواجد بعدد كبير من أنسجة وأعضاء جسم الإنسان، إلا أن تلك المستحضرات ليست هي الطريقة الوحيدة أو المثلى للحصول على الكولاجين؛ لذا نتناول في هذه المقالة أفضل الطرق للحصول على الكولاجين من أجل جلد صحي ومفاصل سليمة طوال العمر.
ما هو الكولاجين؟
الكولاجين هو أحد أنواع البروتينات الموجودة داخل جسم الإنسان، والذي يمكن القول إنه أكثر البروتينات وفرة بالجسم، حيث يتواجد الكولاجين بالعضلات والعظام والأوتار والأربطة والأعضاء والأوعية الدموية وبطانة الأمعاء وبالطبع في الجلد.
يتم إنتاج الكولاجين داخل جسم الإنسان بشكل طبيعي من الأحماض الأمينية التي يحصل عليها من تناول الطعام، حيث يتكون الكولاجين من خلال عمليات حيوية يقوم الجسم فيها بدمج الأحماض الأمينية الناتجة من هضم الأطعمة الغنية بالبروتين، وتحتاج عملية تصنيع الكولاجين أيضا إلى عدد من الفيتامينات والمعادن، في مقدمتها فيتامين ج وعنصرا الزنك والنحاس.
ماذا يحدث عندما يقل الكولاجين بالجسم؟
للأسف فإنه لا توجد طريقة يمكن بها قياس أو تقدير مستوى الكولاجين في الجسم، لكن يمكن معرفة ذلك من خلال ظهور عواقب ذلك الانخفاض بشكل واضح على العديد من أنسجة الجسم، حيث يؤدي ذلك الانخفاض إلى تجاعيد بالجلد، وتيبس وقلة مرونة الأوتار والأربطة، وانكماش ووهن بالعضلات، وآلام والتهاب المفاصل، بجانب مشاكل واضطرابات الجهاز الهضمي.
يرجع السبب الرئيسي في انخفاض مستوى الكولاجين بالجسم إلى التقدم في العمر؛ حيث تبدأ قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية اللازمة لإنتاج الكولاجين في التدهور، بجانب انخفاض كفاءة الجسم في تصنيع الكولاجين. بالإضافة إلى التقدم في العمر، يعد الاعتماد على نظام غذائي غير صحي وفقير بالعناصر الغذائية الضرورية سببا آخر في انخفاض الكولاجين بالجسم، حيث إن جسم الإنسان لن يمكنه القيام بإنتاج الكولاجين دون الحصول على العناصر الغذائية المختلفة الضرورية لإتمام تلك العملية كالبروتينات والفيتامينات والمعادن.
ما هي أفضل الطرق للحصول على الكولاجين؟
إن الطريقة المثلى للحصول على الكولاجين هي إمداد الجسم بكميات كافية من العناصر الغذائية التي يحتاجها لتصنيع الكولاجين، والذي يتم إما من خلال اتباع نظام غذائي معين أو من خلال تناول مكملات غذائية أو استخدام مستحضرات تجميل تضم تلك العناصر.
1- أطعمة تزيد من إنتاج الكولاجين بالجسم
كما أسلفنا فإن اتباع نظام غذائي صحي يمد الجسم بكميات كافية من البروتينات والفيتامينات والمعادن هو السبيل الأساسي لمساعدة الجسم على إنتاج الكولاجين، حيث يتوافر البروتين بشكل رئيسي في اللحوم والدواجن والأسماك والبقول والبيض ومنتجات الألبان. ويمكن الحصول على فيتامين ج عبر تناول الفواكه الحمضية والفلفل الأخضر والأحمر والطماطم والبروكلي. بينما يمكن الحصول على الزنك والنحاس عبر تناول اللحوم والصدفيات والمكسرات والحبوب الكاملة والبقول.
بالإضافة إلى تلك الأطعمة، يعد حساء أو مرق العظام من أكثر الأطعمة التي يمكنها تحفيز إنتاج الكولاجين بالجسم، حيث إن حساء عظام اللحوم أو الدواجن وحتى الأسماك يحتوي على كمية هائلة من الكولاجين، والموجود داخل أنسجة تلك العظام، ويمكن تحضير حساء العظام بالمنزل من خلال العديد من الطرق والتي تتضمن نقع العظام في الماء مع التسخين لساعات طوال.
كما تتواجد في بعض الدول منتجات طعام جاهزة لحساء العظام بأنواعه المختلفة، ويفضل لدى شراء ذلك الحساء الجاهز اختيار تلك المنتجات العضوية فقط دون غيرها، لئلا تحتوي تلك المنتجات على بقايا من المبيدات الحشرية أو المضادات الحيوية.
2- المكملات الغذائية ومستحضرات التجميل
إن الاعتماد على المكملات الغذائية ومستحضرات التجميل التي تحتوي على الكولاجين ليس هو الطريقة الأساسية أو المثلى لإمداد الجسم بالكولاجين، ويمكن القول إنه مادام الجسم يحصل على كفايته من العناصر الغذائية اللازمة لإنتاج الكولاجين عبر تناول الطعام، فليست هناك حاجة للجوء إلى تلك المكملات والمستحضرات.
وفي حال اختيار تناول مكمل غذائي غني بالكولاجين، ينصح باستعمال الكولاجين المتحلل والموجود في صورة مسحوق يمكنه الذوبان في الماء وليس له طعم، حيث يمكن إضافة هذا المسحوق إلى الأنواع المختلفة من المشروبات والعصائر والحساء و”الصوص”.
بينما عند اختيار استعمال مستحضر تجميلي يحتوي على الكولاجين، ينصح بدهانات الجلد التي تحتوي على كولاجين اصطناعي، حيث إنه لدى استعمال تلك الدهانات فإنها توفر طبقة رقيقة تغلف الجلد لتقليل فقده للماء وحمايته من العوامل البيئية الضارة. إلا أن استعمال الدهانات التي تحتوي على الكولاجين ليس مضمون الفعالية، كما أنه أقل كفاءة بالطبع من الاعتماد على الطعام الصحي.
الكولاجين للبشرة
جاء في نتيجة عدد من الدراسات التي أجريت في الأعوام السابقة أن تناول الكولاجين له عدد من الفوائد منها:
1. زيادة مطاطية الجلد.
2. تقليل التجاعيد.
3. تحسن تدفق الدم داخل الجلد.
4. زيادة حجم العضلات عند تناول الكولاجين، وممارسة التمارين الرياضية بصورة أفضل مما لو تم ممارسة التمارين فقط.
5. زيادة سرعة التئام الجروح.
6. التخفيف من آلام التهاب المفاصل.
كذلك فإن منتجات الكولاجين تعتبر مصدرا غنيا للبروتين، إذ تفوق نسبة البروتين في الكالوري الواحد الموجودة في منتجات الكولاجين نسبته في باقي المنتجات، كذلك يحتوي على كمية أقل من السكر والصوديوم، مما عزز الاعتقاد بقدرته على تحسين أنسجة الجسم بصورة عامة.
الكولاجين للشعر
قد يعزز الكولاجين الشعر الصحي بطرق متنوعة، حيث قد يكون جسمك قادرًا على استخدام الأحماض الأمينية في الكولاجين لبناء بروتينات الشعر وتقوية الجلد الذي يحتوي على جذور شعرك، وقد يمنع أيضًا تلف بصيلات الشعر ويؤخر ظهور الشيب. ومع ذلك، فإن البحث عن آثار الكولاجين على شعر الإنسان محدود. فإذا كنت مهتمًا بتجربة الكولاجين لتحسين شعرك، ففكر في تناول مرق العظام أو المكملات الغذائية التي يمكن مزجها مع الطعام أو المشروبات، ولكن بعد استشارة الطبيب.
الكولاجين للمفاصل
يرتبط تناول الكولاجين بعدد من الفوائد الصحية وقليل جدًا من المخاطر المعروفة. حيث قد يساعد أيضًا في زيادة كتلة العضلات، ومنع فقدان العظام، وتخفيف آلام المفاصل. وعلى الرغم من أن العديد من الأطعمة تحتوي على الكولاجين، إلا أنه من غير المعروف ما إذا كان الكولاجين في الطعام يقدم نفس الفوائد مثل المكملات الغذائية. ومكملات الكولاجين آمنة بشكل عام، وسهلة الاستخدام للغاية، لكن، استشر الطبيب قبل تناولها.
الكولاجين السائل
مكملات الكولاجين السائلة هي مشروب يحتوي على ببتيدات الكولاجين المتحللة أو بروتين الكولاجين. وببتيدات الكولاجين هي جزيئات الكولاجين الصغيرة التي تم تكسيرها من خلال عملية تسمى التحلل المائي، مما يجعلها أسهل وأسرع لامتصاص جسمك.
وتشمل فوائد مشروب الكولاجين ما يلي:
– يقلل الخطوط الدقيقة والتجاعيد.
– يحسن صحة الشعر والأظافر.
– يحسن ثبات البشرة ومرونتها.
– يحسن مظهر علامات التمدد والسيلوليت.
– يدعم الأنسجة الضامة وصحة المفاصل.
– يخفف من آلام المفاصل وتيبسها.
المصدر: صحتك