أكدت الولايات المتحدة اليوم الأربعاء أمام مجلس الأمن الدولي، أن على إسرائيل بذل جهود أكبر لحماية المدنيين الفلسطينيين في غزة و”إزالة جميع العراقيل أمام تدفق المساعدات على نطاق واسع عبر جميع المعابر والطرق” إلى قطاع غزة.
وقال روبرت وود نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة أمام المجلس إن “استمرار نسق الإضرار الكبير بالمدنيين بعد وقائع مثل الغارات الجوية يوم الأحد يقوّض أهداف إسرائيل الاستراتيجية في غزة”.
وأشعل هجوم الأحد النار في مخيم بمنطقة أُعلنت آمنة للمدنيين في رفح جنوب غزة، وأسفر عن 45قتيلاً على الأقل. وقالت إسرائيل إنها كانت تستهدف مسلحين من حماس ولم تكن تنوي إيذاء المدنيين.
وقدمت الجزائر الثلاثاء مشروع قرار إلى مجلس الأمن يأمر في جوهره إسرائيل بأن “توقف هجومها العسكري على الفور” في رفح.
وقال وود للصحافيين اليوم الأربعاء إن واشنطن تراجع مشروع القانون لكن لا يرجح أن يفيد تحرك للأمم المتحدة الوضع على الأرض أو يغيره.
واستندت مسودة مشروع القانون أيضاً إلى حكم محكمة العدل الدولية في 24 مايو (أيار) الذي يأمر إسرائيل بوقف هجومها العسكري على رفح على الفور، في حكم طارئ تاريخي في القضية التي تقدمت بها جنوب إفريقيا وتتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
وقال وود إن الحكم يعكس الموقف الأمريكي الذي مفاده أن على إسرائيل تجنب عملية عسكرية كبيرة في رفح قد تعرض أعداداً كبيرة من المدنيين للخطر.
وقالت الولايات المتحدة الثلاثاء إن تصرفات إسرائيل في رفح لا ترقى إلى مستوى عملية برية كبيرة قد تغير السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل.
وقالت الأمم المتحدة إن وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة أصبح مقيداً بشدة منذ أن بدأت إسرائيل توغلها العسكري في رفح قبل ثلاثة أسابيع، مع اقتراب شبح المجاعة في القطاع، وسكانه الـ2.3 مليون نسمة.
ومن جهته قال ماجد بامية نائب رئيس البعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة للمجلس: “تستطيع إسرائيل قتل أي فلسطيني وتطلق عليهم، إما إرهابيين أو دروعاً بشرية لتسويغ القتل. إنها تستخدم المصطلحين بتوسع شديد حتى يشملا أي شخص وكل شخص”.
وأضاف “إسرائيل وصفت أي صورة من المعارضة لاحتلالها وقمعها للشعب الفلسطيني بالإرهاب”.
وقال جوناثان ميلر، نائب سفير إسرائيل في الأمم المتحدة إن الحرب قد تنتهي إذا أطلقت حماس سراح الرهائن وألقت أسلحتها.
وأضاف أمام المجلس “لكن الواقع هو أن حماس ترفض هذه الشروط. حماس اختارت احتجاز الأبرياء رهائن. وحماس اختارت مواصلة إطلاق الصواريخ. وحماس اختارت استخدام المدنيين في غزة دروعاً بشرية”.
وقال وود إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها لكن عليها حماية المدنيين “وواقع أن قادة حماس ومقاتليها يختبئون بين المدنيين لا يقلص اشتراط أن تنفذ إسرائيل عملياتها بما يتفق مع القانون الإنساني الدولي”.