كشفت تقارير إيرانية معارضة أن طهران، استعانت بميليشيات عراقية بهدف قمع الاحتجاجات ضد النظام في مشهد، شمال شرق البلاد، في وقت تحدثت فيه تقارير عن إصدار أول حكم إعدام على خلفية المظاهرات.
فقد كشفت مصادر أن إيران نظمت الإثنين، رحلة طيران خاصة من مطار بغداد نُقل فيها عدد من قوات الحشد الشعبي، وكتائب حزب الله إلى مدينة مشهد.
ووفقاً لتقارير تلقاها موقع “إيران إنترناشييونال” فإن نقل هذه القوات يأتي بهدف قمع الانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد النظام.
وأثارت وفاة مهسا أميني، الشابة الكردية الإيرانية، على أيدي شرطة الأخلاق بزعم عدم ارتدائها “الزي المحتشم” احتجاجات واسعة لا تزال مستمرة، رغم سقوط عدد كبير من الضحايا.
وقالت عائلة أميني إنها توفيت جراء تعرضها للضرب على رأسها، لكن السلطات أكدت أن وفاتها تعود لمرض سابق.
وتواصلت حركة الاحتجاج في ايران، في تحدٍّ لحملة القمع التي تشهد حالياً محاكمة موقوفين يواجه عدد منهم عقوبة الإعدام.
وحذّرت السلطات المتظاهرين الأسبوع الماضي من أنّ الوقت قد حان لمغادرة الشوارع، لكن لم تظهر أيّ مؤشرات على تراجع الاحتجاجات التي تواصلت في مناطق سكنية وشوارع رئيسية وجامعات في جميع أنحاء البلاد.
وذكرت منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها أوسلو، أنّ الاحتجاجات أسفرت عن مقتل 160 متظاهراً على الأقل. ولقي 93 شخصاً على الأقل حتفهم في تظاهرات منفصلة اندلعت في 30 سبتمبر (أيلول) في مدينة زاهدان في جنوب شرق البلاد على خلفية تقارير أفادت عن تعرّض فتاة للاغتصاب من قبل مسؤول في الشرطة، بحسب المنظمة الحقوقية.
ويتفاقم التحدّي بالنسبة للسلطات كلما يتم احياء ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاة شخص ما في إيران جراء القمع، مع تحول مراسم الحداد إلى بؤرة احتجاج محتملة.
وردّد سكان منطقة اكباتان في طهران في وقت متأخّر من الاثنين، شعارات الحركة الاحتجاجية بما في ذلك “الموت للدكتاتور”، في الوقت الذي استخدمت فيه قوات الأمن القنابل الصوتية في محاولة لفضّ التحرّك، وفقاً لمقاطع فيديو نُشرت على موقع رصد “1500تصوير” ومواقع أخرى.
وأفادت منظمة “هينغاو” لحقوق الإنسان التي تتخذ من النرويج مقرّاً، بأنّ الجنازة التي أُقيمت في مدينة سنندج الرئيسية في محافظة كردستان في شمال غرب إيران الإثنين، للفتاة سارينا سعيدي البالغة من العمر 16 عاماً، التي قُتلت خلال التحرّكات الاحتجاجية، تحوّلت إلى احتجاج تخلّلته هتافات معادية للنظام، بينما قامت نساءٌ بخلع حجابهن.
وأوقف آلاف الأشخاص في مختلف أنحاء البلاد خلال حملة قمع الاحتجاجات، حسبما أفاد ناشطون حقوقيون، بينما أعلن القضاء الإيراني أنّ ألف شخص وُجّهت إليهم اتهامات بالفعل، بشأن صلتهم بما وصفه بأنه “أعمال الشغب”.
وبدأت السبت في طهران محاكمة خمسة رجال متّهمين بارتكاب جرائم يمكن أن يعاقب عليها بالإعدام، على خلفية الاحتجاجات.
وحُكم على أحد هؤلاء الرجال، وهو محمد قبادلو، بالإعدام في الجلسة الأولى للمحاكمة، وفقاً لمقطع فيديو لوالدته نشره مركز عبد الرحمن بوروماند ومقره واشنطن. لكن لم يجر تأكيد هذا الأمر من قبل القضاء، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
واعتُقل ما لا يقل عن 46 صحافياً حتى الآن، وفقاً للجنة حماية الصحافيين ومقرّها نيويورك. وتعدّ الصحافية مرضية أميري آخر من تمّ اعتقاله، حسبما كتبت شقيقتها سميرة على “إنستغرام”.
والثلاثاء، دعت منظّمة “مراسلون بلا حدود” والنقابة الوطنية للصحفيين الفرنسيين وقناة “أرتي” الفرنسية-الألمانية والمدرسة العليا للصحافة في مدينة ليل الفرنسية، إلى الإفراج عن الصحافي الإيراني وحيد شمس الدين نجاد الموقوف منذ شهر في محافظة كردستان الإيرانية.