وضعت عدد من الدول الغربية والآسيوية، فرقها الدبلوماسية وقواتها العسكرية وطائراتها في حالة تأهب، استعداداً لعمليات إجلاء محتملة لرعاياها من السودان، التي تشهد قتالاً بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أسبوع.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، والسويد، وإسبانيا، وكوريا الجنوبية، ودول أخرى، أنها تسعى لإجلاء رعاياها وأعضاء بعثاتها الدبلوماسية من السودان بأسرع وقت ممكن.
وقال البيت الأبيض، الجمعة، إنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد بإجلاء أفراد البعثة الدبلوماسية الأمريكية من السودان لكن الولايات المتحدة تستعد لمثل هذا الاحتمال إذا لزم الأمر.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل قال إنه يجب ألا يتوقع المواطنون الأمريكيون في السودان إجلاء تنسقه الحكومة الأمريكية من البلاد، وذلك وسط إطلاق نار كثيف يدوي في العاصمة الخرطوم.
وقال باتيل للصحفيين في إفادة إعلامية إنه بالنظر إلى إغلاق مطار الخرطوم والوضع الأمني غير المستقر في البلاد، يتعين على المواطنين هناك اتخاذ الترتيبات الخاصة بهم للبقاء في أمان.
وأعلن الاتّحاد الأوروبي أنه وضع خططاً لعمليات إجلاء محتملة لرعاياه من الخرطوم، في حال سمح الوضع الأمني بذلك، وفق ما أفاد مسؤول في التكتل.
وأوضح أنّه “في الوقت الراهن، تقييم أولئك الموجودين على الأرض، بمن فيهم سفارة الاتحاد الأوروبي، هو أنّ الظروف الأمنية غير متوافرة للمضي في عملية كهذه”.
وأشار المسؤول إلى أنّ بعثة الاتّحاد الأوروبي وسبعاً من دوله الأعضاء التي لديها تمثيل دبلوماسي في الخرطوم، “ستتابع الوضع عن كثب في انتظار اللحظة التي يصبح ممكنا فيها القيام بذلك”.
وفي السويد، قال رئيس الوزراء أولف كريسترسون، إن السويد ستجلي موظفي سفارتها وعائلاتهم من السودان في أقرب وقت ممكن في حال سماح الوضع الأمني.
وأضاف “الوضع في السودان رهيب، وعملية إجلاء رعايا الدول الأجنبية معقدة للغاية ومحفوفة بالمخاطر، في ظل تصاعد حدة الاشتباكات”.
وأما في ألمانيا، فقال ناطق باسم وزارة الدفاع إن “القوات المسلحة الألمانية تضع خيارات من أجل ترحيل مواطنين ألمان وأشخاص آخرين من السودان وذلك من أجل حمايتهم . وفي هذا السياق، حماية مواطنينا في السودان هي الأولوية”.
ولم يقدم المزيد من التفاصيل بشأن عدد الأشخاص أو حجم الإمدادات الضرورية لمهمة الإجلاء المحتملة.
كما قالت سويسرا إنها تدرس سبل إجلاء مواطنين سويسريين من السودان وجزء من طاقم سفارتها، موضحة أن هناك نحو 100 سويسري مسجلين في السودان، بينما يعتقد أن هناك آخرين يزورون منطقة البحر الأحمر كسائحين.
وأكد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، الجمعة، أن الطائرات العسكرية الإسبانية على أهبة الاستعداد لإجلاء حوالي 60 مواطناً إسبانياً ونحو 20 مدنياً من دول أخرى من العاصمة السودانية الخرطوم.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، في برلين، قال ألباريس: “كل يوم تزداد حدة المعارك، ولهذا السبب لم يكن تنظيم عملية إجلاء أمراً ممكناً”.
وفي آسيا، أعلنت كوريا الجنوبية نيتها إرسال طائرة لإجلاء رعاياها من السودان، مثلما أعلن وزير شؤون مجلس الوزراء في اليابان، ماتسونو هيروكازو، أن بلاده سترسل طائرة تابعة لقوات الدفاع الذاتي لإجلاء رعاياها من السودان.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية عبدالرحمن خليل إن هناك مناقشات واتصالات مع عدد من الدول الغربية، التي أبدت رغبتها في إجلاء رعاياها من الخرطوم، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لتسهيل الخطوة.
وأوضح أن الترتيبات جارية مع الخارجية السودانية في هذا الخصوص.
وفى الوقت ذاته قالت مصادر سودانية مطلعة إن الهدنة المعلنة سيتم خلالها إجلاء رعايا عدد من الدول التي رتّبت لنقل رعاياها من الخرطوم.
وأعلنت قيادة قوات الدعم السريع استعدادها لفتح جزئي للمطارات في السودان، للمساعدة في عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من البلاد.
ووافق الجيش السوداني على هدنة لمدة 3 أيام بدءاً من الجمعة، غير أن وكالة “رويترز” نقلت عن شهود عيان أن إطلاق نيران مكثف استمر في الخرطوم بعد أن إعلان الجيش دون أن يتضح مصدر إطلاق النار.
وأعلنت قوات الدعم السريع قبولها بهدنة لمدة 72 ساعة في وقت سابق الجمعة.