كشفت الفترة الأخيرة أزمة شديدة تعاني منها إدارة نادي باريس سان جيرمان الفرنسي.
بدا أن الإدارة الباريسية تتعامل بازدواجية شديدة مع نجوم الفريق على مستويات عديدة سواء داخل الملعب أو خارجه.
ففي الوقت الذي ينشغل فيه مسؤولو باريس سان جيرمان بتجديد التعاقد مع كيليان مبابي، هداف الفريق، تجاهلوا تماما قضية أخرى طفت على السطح خلال الأيام الأخيرة.
تعرض لاعب الوسط السنغالي، إدريسا جانا جايي، لتهديد واضح من الاتحاد الفرنسي الذي طالب اللاعب بالاعتذار أو توضيح موقفه بشأن رفضه ارتداء قمصان قوس قزح، ضمن جولة الدوري التي تدعم المثلية الجنسية.
انتفض الجميع دفاعا عن “إدريسا” من رئيس الجمهورية السنغالي، ماكي سال، ووزير الرياضة مطر با، كما أصدر الاتحاد السنغالي بيانا شديد اللهجة يستنكر فيه تعرض مسيرة اللاعب لتهديد صريح، بإجباره على سلوكيات منافية تماما للحريات التي تنادي بها فرنسا.
أما إدارة سان جيرمان فقد التزمت الصمت تماما، ولم تصدر بيانا للدفاع عن لاعبها، بل أقرت – ظاهريا – بأنها لا تعترض على مشاركة الفريق في هذه الجولة.
مدرب الفريق، ماوريسيو بوكيتينو نفسه، كان دبلوماسيا للغاية بشأن موقفه من قضية إدريسا، بقوله “إنه موقف شخصي، وقرار يخص اللاعب”، ولم يبد أي تضامن مع السنغالي الدولي.
تزامنت هذه القضية الشائكة مع انشغال إدارة باريس سان جيرمان على كافة مستوياتها بتجديد عقد نجم الفريق، كيليان مبابي.
لم يترك ناصر الخليفي رئيس النادي الباريسي أو البرازيلي ليوناردو المدير الرياضي، فرصة، إلا وتحدثوا فيها بحماس شديد عن تمسكهم بكيليان مبابي، وأنهم عازمون على استمراره مع الفريق.
التمسك بنجم الفريق وهدافه، يبدو أمرا بديهيا لإدارة أي ناد في العالم، إلا أن لهجة الإدارة الباريسية كانت حادة للغاية تجاه كل من فكر فقط في ضم كيليان مبابي، مثل رسائلهم العنيفة والطاعنة في الذمم والنوايا ضد ريال مدريد، ورئيسه فلورنتينو بيريز.
تلك اللهجة العنيفة والحاسمة لم تتبعها إدارة سان جيرمان في التضامن مع إدريسا جايي، ولو برسالة أو مجرد بيان أنه سيناقش الأزمة داخليا مع لاعبه بدلا من تركه فريسة لتهديدات واضحة وصريحة من الاتحاد الفرنسي.