لو سُئل أي شخص عما إذا كان يحمل شخصية سامة، فبالتأكيد سيجيب بالنفي القاطع فهو يرى نفسه ذلك الشخص المسالم صاحب القلب الكبير والمحب للآخرين. وفي أقصى الاحتمالات قد يصف تعامله أنه يبدو فظا في بعض الأحيان لكنه سرعان ما يعود لطبيعته الهادئة واللطيفة.
لكن، مع الأسف، فإننا قد لا نعلم أثر الكلام الذي نقوله والأفعال التي نقدم عليها على الآخرين، فما نراه نصيحة للآخرين قد يكون سكينة سامة على مسامعهم، والنقد الذي نوجهه لهم على سبيل المزاح قد يستمر أثره المؤلم أياما عديدة في داخلهم. وحديثنا المتكرر عن مشاكلنا للبعض كونهم يصغون لنا باهتمام، قد يكون سببا لضيقهم وأنهم يصغون بدافع أن ننهي الحديث ونتركهم لمشاغلهم.
من المهم لنا أن نعلم أن صاحب الشخصية السامة ليس ساما طوال الوقت، فهو قد يكون زوجا أو زوجة ناجحين، أبا أو أما ناجحين، فشخصيتهم السامة لا تظهر إلا في ظروف معينة، وهذا ما يجعل مسألة التعرف على صاحب الشخصية السامة أمرا ليس بالسهولة المتوقعة. وهنا نأتي للسؤال الأهم: كيف لك أن تعرف ما إذا كنت بنظر الناس صاحب شخصية سامة؟
فيما يلي نستعرض عددا من التصرفات التي يتصرفها صاحب الشخصية السامة ولو وجدت أنك تقوم بأحدها فاعلم أن نادي الشخصيات السامة يرحب بك:
- إخبار من حولك كم أنت صاحب شخصية لطيفة وناجحة: منذ سنوات مضت كانت الكثير من الشركات تعلن عن نفسها وعن منتجاتها بطريقة ربما كانت مقبولة نوعا ما لكنها لم تعد كذلك اليوم. كانوا يقولون عبارات مثل “نحن الأفضل” و”لو أردت التميز فاشترِ منتجاتنا” وهكذا. الواقع أن مثل هذه العبارات وما شابهها تأتي بمفعول عكسي لو فكرنا قليلا بالأمر فالصدق والأمانة والنزاهة والتميز كلها أمور لو كانت حقيقية لما اضطر صاحبها التحدث عنها أصلا. نفس الأمر يتعلق بالأشخاص فالمرء لا يجب أن يعدد مميزاته فصدقه وأمانته واستحقاقه لثقة الآخرين أمور تظهر من خلال تصرفاته لا من خلال أحاديثه عن نفسه.
- الاعتقاد بأنك تحمل أخلاقا عالية جدا مقارنة بغيرك: لو كنت تشعر بأن أخلاقك العالية لا يمكن مقارنتها بالكثير ممن هم حولك فعليك أن تعيد النظر بالأمر حتى لا تكون صاحب شخصية سامة. في عالمنا اليوم أصبح تعريف الأخلاق العالية يختلف بين شخص وآخر؛ فهناك من يرى التزام المرء ببيته وعمله قمة الأخلاق لكنه لا ينتبه إلى أنه يؤذي جيرانه! وهناك من يركز على حرصه على التبرع للفقراء لكنه يتناسى أنه يحرص على تصوير نفسه وهو يمنحهم تلك التبرعات. لذا اعلم أنه مهما كان تعريفك للأخلاق فالاحتمالية موجودة بأن من تتحدث معه يمتلك تعريفا مختلفا تماما عنك.
- الاعتقاد بأن التصرفات السيئة من قبل الآخرين تبرر تصرفاتك: كثيرا ما يقوم البعض بتبرير تصرفاتهم السيئة بأن الجميع يقومون بها. فمثلا من يحاول التعدي على دور غيره في طابور ما، يبرر الأمر بأن الجميع يقومون بهذا لو أتيحت لهم الفرصة.
شكل آخر من أشكال هذه النقطة أن المرء عندما يكون بموقع الإدارة فإنه لا يعمل على تسهيل عمل الموظفين لديه باعتباره لم يجد أي تسهيلات في بداية حياته المهنية. هذه الأمور كلها تتلخص بأن المرء يركز الضوء على حياته باعتبارها الطريقة المثلى وهذه إحدى جوانب الشخصية السامة.