إرهاق نهاية العام.. هذه الطرق تساعدك على التعامل معه!

يُعد الإرهاق ظاهرة مهنية ناتجة عن ضغوط مزمنة في مكان العمل لم تتم إدارتها بنجاح، أما إرهاق نهاية العام فهو التعب الذي يظهر في مكان العمل، وعادةً في نوفمبر وديسمبر، وهو الأساس في تراكم للضغوط بمرور الوقت، حسب منظمة الصحة العالمية.

ووفقا لمسح أجرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA)، يتوقع 31% من الأمريكيين أن يكونوا أكثر توترًا في موسم العطلات هذا مقارنة بالعام الماضي، بزيادة قدرها 9% منذ عام 2021.

وكشف استطلاع حديث على موقع لينكد إن، أن 54% من المشاركين يشعرون أن مستويات التوتر والإرهاق في حياتهم تزداد خلال الإجازات.

الإرهاق نفسي بالدرجة الأولى

وقال جيل مارا، معالج التنويم الإيحائي السريري، في حديثه مؤخرًا لمجلة ”Stylist“: ”الإرهاق لا يتعلق فقط بما يشعر به الجسم؛ أي آلام العضلات وتعب المفاصل، حيث يلعب الدماغ والجهاز العصبي المركزي دورًا كبيرًا في إدراك الشخص للإرهاق“.

%67 من الباحثين الأمريكيين شعروا أنهم سيحصلون على الدعم في العمل إذا كانوا يعانون من مشاكل في صحتهم العقلية، بزيادة 10% عن العام الماضي.
دراسة

وأضاف مارا: “يمكن أن يكون الإرهاق العقلي أسوأ بكثير من الإرهاق الجسدي، فعندما تكون متعبًا جسديًا، يمكنك الراحة وشحن طاقتك مرة أخرى، وعندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم، يمكنك محاولة تعويض ما فاتك، لكن الإرهاق العقلي يشكل تحديًا أكبر“.

وتابع: ”الأسباب الرئيسة للإرهاق العقلي هي الاكتئاب والتوتر المزمن والقلق، وكلها تتحسن على العلاجات النفسية“.

وشرح مارا وجهة نظره قائلًا ”الإجهاد النفسي المزمن والتعب الجسدي يسيران جنبًا إلى جنب، حيث يؤدي التوتر والقلق إلى اختلال التوازن الهرموني ما يجعلك تشعر بالإرهاق حتى عندما تكون قادرًا على أخذ قسط من الراحة الجسدية“.

وكحل لمشكلة الإرهاق اقترح جيل مارا أخذ أنفاس عميقة وبطيئة من خلال الأنف ثم إخراجها من الفم ”عندما تأخذ شهيقًا، تخيل أنك تتنفس طاقة منعشة ونابضة بالحياة؛ تصور ذلك بتفاصيله، لا تفكر فيه فقط، وأثناء الزفير، تخيل أنك تنفث طاقة سلبية قديمة، ويمكنك إعطاؤها لونًا أو شكلًا، حتى إفراغ رئتيك بالكامل، وكرر هذا خمس مرات“.

الباحثون يُصابون بالإرهاق

وفي الولايات المتحدة، عانى ثمانية من كل 10 باحثين أمريكيين من الإرهاق في العام الماضي، وفقًا لبحث من جمعية “Insights Association” (IA) و”Opinium“.

ووجد البحث أن 82% من المشاركين عانوا من الإجهاد في عام 2022، بزيادة 5% عن عام 2021، مع زيادة بنسبة 6% في الشعور “بالضعف” أو “الانخفاض في المزاج” عن العام الماضي.

وتستند النتائج إلى بحث تم إجراؤه في الولايات المتحدة في سبتمبر وأكتوبر 2022، وتضمن 409 مشاركين ممن يعملون في مجال البحث العلمي.

ومع ذلك، شعر 67% من الباحثين الأمريكيين أنهم سيحصلون على الدعم في العمل إذا كانوا يعانون من مشاكل في صحتهم العقلية، بزيادة 10% عن العام الماضي.

وأفاد 58% من الموظفين الأمريكيين بأنهم قادرون على التحدث بصراحة مع مديريهم حول صحتهم العقلية، بزيادة 12% مقارنة بالعام الماضي.

هذا وكانت أعباء العمل الثقيلة مصدرًا رئيسًا للضغط بالنسبة لـ51% من المشاركين، وقال نصفهم إنهم يواجهون مواعيد نهائية ضيقة وضغطًا وأعباء عمل ثقيلة في كثير من الأحيان أو طوال الوقت.

ومع ذلك، من غير المرجح أن يأخذ الباحثون الأمريكيون إجازة من العمل للتعامل مع الإرهاق، حيث اختار 72% عدم أخذ إجازة في هذه الظروف.

وقالت ميلاني كورترايت، الرئيسة التنفيذية في “Insights Association”: “تعزز نتائج هذا العام الحاجة الملحة لمعالجة القضايا المستمرة المتمثلة في الإرهاق وساعات العمل الطويلة والإجهاد بين موظفينا”.

وقال جيمس إندرسبي، الرئيس التنفيذي لشركة ”Opinium“: ”نأمل أن يلهم هذا التقرير المسؤولين في جميع أنحاء الولايات المتحدة للاعتناء بأنفسهم والآخرين في هذه الأوقات العصيبة“.

بحوث مستقبلية

وإلى ذلك، يقود الباحثون في جامعة ”ميشيغان“ في الولايات المتحدة بحثًا مشتركًا مع عدد من الجامعات بهدف فهم الإرهاق المعرفي لدى الأفراد والتنبؤ به.

وسيركز البحث على التعب المتراكم في الدماغ في حالات مختلفة مثل الحرمان من النوم، وخلال الأعمال التي لا تتوافق مع الساعة البيولوجية.

وسيستخدم البحث علم النفس والرياضيات والمعلوماتية الحيوية للغوص عميقًا في سايكولوجيا التعب وكيفية ارتباطها بالنوم والاكتئاب والأداء المعرفي.

ومن خلال منحة قدرها 6.25 مليون دولار من وزارة الدفاع الأمريكية، سيقوم الباحثون ببناء نماذج شخصية للنوم، وإيقاعات الساعة البيولوجية، والنشاط البدني والمزاج، وتقييم وتحسين فعالية أجهزة الاستشعار المحمولة للكشف عن بداية التعب الإدراكي.

وقال دانيال فورجر، أستاذ الرياضيات، باحث في الطب الحاسوبي والمعلوماتية الحيوية ”يعد فهم أساس التعب في الدماغ أحد التحديات العلمية الرئيسة في عصرنا، وتقدم لنا النمذجة الرياضية أفضل طريقة لفهم التعب المعرفي، ولكن هناك حاجة إلى أدوات رياضية جديدة نظرًا لمدى تعقيد الدماغ البشري“.

ويؤكد الأطباء النفسيون أنّ الإجازة ضرورية للتخلص من الإرهاق المتراكم على مدار السنة، وهي ليست رفاهية أو كمالية بل ضرورة للعودة إلى العمل بكفاءة وإنتاجية أعلى.

كما يشدد الأطباء على ضرورة تخصيص نصف ساعة في الأسبوع من أجل التخطيط للمستقبل حيث يُعطي هذا التنظيم الدماغَ شعورًا بأنّ الأمور تحت السيطرة، إضافة إلى ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها وتناول الخضار والفواكه الملونة بشكل يومي، والتقليل من الوجبات السريعة قدر الإمكان، والاستماع إلى الموسيقى وقراءة الشعر.

Exit mobile version