اعترف العلماء بأنهم يشعرون بالحيرة من جسم غامض يرسل إشارات باتجاه الأرض منذ 35 عاماً على الأقل. ولا تتوافق الموجات الراديوية مع أي محاولة لتفسيرها حتى الآن.
وكان المصدر المكتشف حديثاً يرسل دفعات منتظمة من الطاقة مدتها 20 دقيقة، متفاوتة بشكل كبير في السطوع منذ عام 1988، وفقاً لفريق من الباحثين الكنديين.
وتشبه الإشارات تلك التي تنتجها النجوم النابضة، أو الاندفاعات الراديوية السريعة، والتي يمكن أن تدوم من بضعة أجزاء من الألف من الثانية إلى عدة ثوانٍ. وعلى النقيض من ذلك، في هذه الحالة، يرسل المصدر، المسمى GPMJ1839-10، إشارات راديو تنبض في فترة 21 دقيقة، وهو ما كان يُعتقد سابقاً أنه مستحيل.
والنجوم النابضة هي نجوم نيوترونية تدور بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى إطلاق العديد من الانفجارات الراديوية في هذه العملية. ويمكن التقاط الانبعاثات التي تعبر الأرض لفترة وجيزة جداً وببراعة، تماماً مثل سفينة مضاءة بضوء منارة دوارة.
وتشير النظريات العلمية التقليدية إلى أن مثل هذه العملية لن تنجح إلا إذا كان المجال المغناطيسي للنجم النابض قوياً، وشريطة أن يدور بسرعة كافية. وطور العلماء مفهوم ما يسمى بـ “خط موت النجم النابض”، والذي يفترض أن مثل هذه المصادر يمكن اكتشافها فقط بشرط أن تدور بسرعة وبقوة كافية.
ويقع GPMJ1839-10 بعيداً عن خط الموت هذا، مما يعني أنه إذا كان نجماً نابضاً، فيبدو أنه يتصرف بطرق لم يسمع بها من قبل. وبدلاً من ذلك، يمكن أن يكون قزماً أبيضاً ممغنطاً أو نجماً مغناطيسياً، أو نجماً نيوترونياً له مجال مغناطيسي قوي بشكل لا يصدق. ولا يعتقد الباحثون أن هذه الأشياء تصدر إشارات مثل هذه، بحسب صحيفة إكسبريس البريطانية.
وكتبت فيكتوريا إم كاسبي، أستاذة الفيزياء في جامعة ماكجيل الكندية، في مقال: “الوقت وحده هو الذي سيحدد ما يكمن في هذه البيانات، وما ستكشفه الملاحظات عبر العديد من النطاقات الزمنية الفلكية”.