أطلق الفلسطينيون، أمس الأول، اسم المخرج السوري الراحل حاتم علي، صاحب مسلسل «التغريبة الفلسطينية»، على أحد شوارع مدينة طولكرم في الضفة الغربية تكريما له.
ونقشت صورة لعلي فوق لوحة من الرخام وضعت على واجهة إحدى المباني الملاصقة للشارع. وكتب على اللوحة إلى جانب الصورة «الكاتب والفنان المخرج السوري المبدع ولد في الجولان عام 1962 وشهد طفلا مرارة النزوح بعد احتلاله والتي تتقاطع مع تراجيديا اللجوء الفلسطينية عام 1948 التي عاينها في صباه وشبابه حيث عاش في مخيم اليرموك في سورية. ظل وفيا لعدالة القضية الفلسطينية وحقوق شعبها المشروعة فأرخ للرواية الفلسطينية في مسلسل التغريبة الفلسطينية في مواجهة سردية المحتل. وأصّل في مسلسل صلاح الدين الأيوبي لمكانة المكان الفلسطيني المقدس في ضمائر المؤمنين مسلمين ومسيحيين».
وقال وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبوسيف إن «تسمية هذا الشارع باسم حاتم علي جاءت تكريماً للفنان الراحل، وتخليداً لذكراه العطرة وامتناناً من الشعب الفلسطيني للأعمال الفنية الكبيرة التي قام بها».
وأضاف أبوسيف في بيان لوزارة الثقافة «هذا الفنان الذي رافق القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى، وهذه شكراً كبيرة من فلسطين إلى الراحل، وهي لفتة إلى أن فلسطين لا تنسى من يقف إلى جانب قضيتها العادلة ويساندها».
وتابع: «وهي رسالة إلى الفنانين العرب أن يعملوا من أجل قضيتهم العربية الأولى قضية فلسطين، حاتم علي الذي كان مخلصاً لفلسطين، كان يدرك أن فلسطين هي البوصلة الحقيقية للألم الفلسطيني والعربي».
وتوفي المخرج السوري حاتم علي في التاسع والعشرين من الشهر الماضي عن عمر ناهز 58 عاما نتيجة نوبة قلبية في أحد فنادق العاصمة المصرية القاهرة.
والراحل أحد أبرز صناع الدراما التلفزيونية العربية تمثيلا وإنتاجا وكتابة وإخراجا، ولم يقتصر عمله على سورية فحسب، بل امتد للمنطقة العربية بأكملها.
وقال أبوسيف إن «الراحل آمن بأن القضية هي قضية العرب جميعاً وناضل من أجل إيصال صوت الحق الفلسطيني، وفضح الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا خلال النكبة».
وأضاف: «تحديداً هذا ما فعله حاتم علي في التغريبة الفلسطينية وغيرها من الأعمال الفنية التي أكدت الحق الفلسطيني في هذه البلاد، وفضحت الظلم التاريخي الذي أوقع على شعبنا على يد العصابات الصهيونية».
وبدأ علي مشواره الفني في الثمانينيات ممثلا، فشارك في مسلسلات «دائرة النار» و«الرجل الأخير» و«كهف المغاريب» و«الخشخاش» و«أحلام مؤجلة» و«الجوارح» و«العبابيد» و«الرجل س» و«التغريبة الفلسطينية».
في منتصف التسعينيات تحول إلى الإخراج وكان شغوفا بالأعمال التاريخية والسير الذاتية فقدم مسلسلات «الزير سالم» و«صلاح الدين الأيوبي» و«صقر قريش» و«ربيع قرطبة» و«ملوك الطوائف».
وقاده طموحه لتخطي الحدود الجغرافية فامتدت أعماله إلى أرجاء المنطقة العربية، حيث قدم في مصر مسلسلات «الملك فاروق» و«تحت الأرض» و«كأنه إمبارح» و«أهو ده اللي صار»، وفي الخليج قدم مسلسلات «صراع على الرمال» و«أبواب الغيم» و«عمر».
وفي السينما، قدم أفلاما روائية قصيرة وطويلة منها «العشاق» و«سيلينا» و«الليل الطويل» و«شغف» وغيرها.
المصدر: الجريدة الكويتية