إعصار دانيال يعمق الانقسام السياسي في ليبيا

تتسع هوة الانقسام السياسي في ليبيا متأثرة بتبعات إعصار دانيال المدمر، الذي ضرب مدينة درنة في 10 سبتمبر (أيلول) الجاري وخلف آلاف القتلى والمفقودين، وتصبح معاناة المدنيين أكبر يومياً في ظل تنافس حكومتي الشرق والغرب على من يتولى إدارة الأزمة الخارجة عن السيطرة.

ويوم، الإثنين الماضي، ارتفعت أصوات المحتجين الغاضبين والمتأثرين بشدة من حجم المأساة الأكبر في تاريخ ليبيا الحديث للتعبير عن تقصير الجهات الحكومية الكبير، حتى بات من الواضح أن تبعات الإعصار ستتحول إلى مصدر إضافي للتوتر في البلاد التي مزقها الاقتتال الداخلي والانقسام، بحسب تقرير لـ”بي بي سي”.

ولم تشفِ إقالة المجلس البلدي لدرنة غليل أهالي المدينة المنكوبة، فثمة قناعة بأن وتيرة الإغاثة لا تتناسب وحجم الكارثة.

ويطالب أهالي المدينة المنكوبة بفتح تحقيق نزيه وشفّاف في الكارثة التي حلت بمدينتهم ومناطق أخرى مجاورة، خاصة مع تواتر المعلومات بشأن التقصير في صيانة سدود الجهة.

وشدد المبعوث الدولي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، على الحاجة الملحة إلى توحيد المؤسسات الليبية للاستجابة بفعالية لجميع التحديات التي تواجه البلاد، مُقراً بأن كارثة درنة تتجاوز قدرة ليبيا على إدارتها.وفشلت أطراف الأزمة الليبية في نبذ خلافاتها وتوحيد جهود التعامل مع تداعيات إعصار دانيال الوخيمة.

وقال صحفيون ليبيون، بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إن مصادر المعلومة الدقيقة غير متوفرة، على الرغم من أن إدارة الأزمات تفترض بلورة سياسة اتصالية ناجعة.

ولم تتمكن عشرات الطواقم الصحفية الأجنبية من الوصول إلى المناطق المنكوبة.. بل وحتى من الدخول إلى الأراضي الليبية، لعدم توفر جهة اتصال موحدة للتعامل معها من أجل الحصول على التراخيص الضرورية.

اتهامات متبادلة
واندفعت أطراف الأزمة الليبية، منذ الأسبوع الماضي، لتقديم نفسها كجهة رئيسية في جهود الإغاثة أو كمُتّهِم “للطرف الآخر” بالتقصير والإهمال.

وسوّقت قوات شرق ليبيا، التي يقودها الجنرال خليفة حفتر، لكونها “الحكم الأول والنهائي في عمليات الإغاثة”، بينما توالت اجتماعات حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس لإبراز دورها في الأزمة، رغم غياب أي سلطة لها أو نفوذ في المنطقة الشرقية.

سباق الساعة
ووجّه رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، مساء الثلاثاء، بتسيير رحلات جوية للمتطوعين في المناطق المنكوبة لنقل الراغبين في العودة إلى طرابلس، وتنسيق رحلات الذاهبين إلى المناطق الشرقية.يأتي ذلك فيما أعلنت هيئة السلامة الوطنية انتهاء مهام الفريق التابع لها للبحث عن ناجين، بعد مضيّ 10 أيام على الكارثة.

وذكرت الهيئة أن فريق البحث البحري لا يزال يعمل لانتشال جثث للضحايا، وسط تضاؤل فرص العثور على ناجين.

عجز
ولا تزال أطراف الأزمة الليبية عاجزة عن تقييم الوضع العام في المناطق المنكوبة، سواء فيما يتعلق بالوضع الصحي أو الإنساني أو على مستوى البنية التحتية.

وأشارت أرقام أولية إلى أن 1500 بناية تعرضت لأضرار كبيرة جراء السيول الجارفة التي اجتاحت المناطق المنكوبة.

وانهار سدّان في مدينة درنة، ما أدى إلى اكتساح المياه لمناطق واسعة من المدينة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة، وسط مخاوف من سقوط المزيد من القتلى.

وخلال الأيام القليلة الماضية، ظهرت أرقام متضاربة حول عدد القتلى جراء الفيضانات.. وحذر مراقبون دوليون من أن المناطق المتضررة من الفيضانات مهددة بحدوث “أزمة صحية عامة تتصاعد بسرعة”.

Exit mobile version