أصبح «الماس»، وهو أقوى مادة في الطبيعة، لدية منافسة شديدة الآن، وذلك بعد أن نجح باحثون في تصنيع نوع أكثر صلابة منه. وكانت هناك محاولات سابقة لتصنيع الماس، وأسفرت تلك المحاولات عن قطع منه، إما أنها كانت صغيرة جداً أو كانت قصيرة جداً بحيث لا يمكن قياسها، ولكن علماء معهد فيزياء الصدمات التابع لجامعة ولاية واشنطن، ابتكروا ماسات سداسية الأضلاع، وكبيرة بما يكفي، لقياس صلابتها باستخدام الموجات الصوتية، وتم تفصيل النتائج التي توصلوا إليها في ورقة بحثية حديثة نشرت بالعدد الأخير من دورية «فيزيكال ريفيو».
ويقول يوجيندرا جوبتا، مدير معهد فيزياء الصدمات والمؤلف الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره أمس الموقع الإلكتروني لجامعة ولاية واشنطن: «الماس مادة فريدة جداً، إنها ليست الأقوى فقط، فهي تتمتع بخصائص بصرية جميلة وموصلية حرارية عالية جداً، والآن قمنا بصنع الشكل السداسي من الماس، الذي تم إنتاجه في ظل تجارب ضغط الصدمات، وهو أكثر صلابة وأقوى من الماس الطبيعي».
وتم صناعة الماس سداسي الأضلاع من الغرافيت، واستخدم الباحثون البارود والغاز المضغوط لدفع أقراص الغرافيت الصغيرة بحجم عشرة سنتات تقريباً بسرعة نحو 15 ألف ميل في الساعة على مادة شفافة، وأنتج التأثير موجات الصدمة في الأقراص التي حولتها بسرعة كبيرة إلى ماس سداسي.
وبعد الاصطدام، أصدر الباحثون موجة صوتية صغيرة واستخدموا الليزر لقياس حركتها عبر الماس، حيث من المعروف أن الصوت يتحرك بشكل أسرع من خلال المواد الأكثر صلابة، وكان الصوت يتحرك بشكل أسرع عبر الماس المكعب الطبيعي، وفي الماس السداسي الذي تم إنشاؤه في المختبر، تحرك بشكل أسرع، وحدثت كل عملية في عدة أجزاء من المليار من الثانية، أو نانو ثانية.
وإذا تقدم العلم إلى النقطة التي يمكن فيها إنشاء الماس السداسي على نطاق تجاري، فيمكن أن يكون له مجموعة من الاستخدامات الصناعية، كما يمكن أن يستخدم يوماً في خواتم الخطبة.