تم تحديد موقع الصندوقين الأسودين لطائرة «بوينغ» التي تحطمت قبالة سواحل العاصمة الإندونيسية جاكرتا وعلى متنها 62 شخصاً، وفق ما أعلنت السلطات الإندونيسية، في خطوة من شأنها مساعدة المحققين على معرفة أسباب الحادث.
وأعلن رئيس اللجنة التابعة لوزارة النقل سورجانتو تجاهجانتو: «حددنا موقع الصندوقين الأسودين»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال إنّ الغطاسين الذين عثروا على أشلاء جثث وحطام وقطعة ملابس أطفال، «سيقومون بالبحث (عن الصندوقين)، وآمل ألا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل استعادتهما».
وكان المراقبون الجويون فقدوا السبت الاتصال بالطائرة التابعة لشركة سريويجايا الإندونيسية التي تربط جاكرتا ببونتياناك في جزيرة بورنيو، بعد نحو 4 دقائق على إقلاعها. ولم تعط السلطات أي تفاصيل حتى الآن عن الأسباب المحتملة للحادث.
وأعرب الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو عن «التعازي الحارة»، داعياً مواطنيه إلى «الصلاة معاً من أجل العثور على الضحايا».
أشار عناصر فرق الإنقاذ إلى أنهم انتشلوا خمسة أكياس تحتوي على أشلاء جثث، وقطع من الحطام تبدو أنها تعود للطائرة. وتم نقل قطع من الحطام إلى ميناء جاكرتا الرئيسي، بينها إطار طائرة وبنطال طفل، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت الطائرة تقل خمسين راكباً، بينهم عشرة أطفال وطاقم من 12 فرداً، جميعهم إندونيسيون بحسب السلطات. ومن بين الركاب الإندونيسية، بيبين سفيان (59 عاماً) وزوجها دان رزانة (58 عاماً). وقال ابن شقيقها: «التقطا صورة سيلفي وأرسلاها إلى أولادهما قبل الإقلاع».
وكان من المقرر أن تحط الرحلة «س ج 182» في مطار بونتياناك (بجزيرة بورنيو)، في رحلة تستغرق نحو 90 دقيقة. واختفت الطائرة عن رادارات المراقبة فوق بحر جاوة بعيد إقلاعها من مطار سوكارنو هاتا الدولي في جاكرتا. وكان أقارب ركاب الطائرة ينتظرون الأنباء بقلق في مطار بونتياناك.
وقال يمان زي، وهو يبكي: «لدي أربعة أفراد من أسرتي على متن الطائرة، زوجتي وأولادي الثلاثة». وأضاف: «أرسلت لي زوجتي صورة للطفل اليوم… قلبي محطم».
ووفقاً لبيانات موقع «فلايت رادار 24»، حلقت الطائرة إلى ارتفاع يناهز 11 ألف قدم (3350 كلم) قبل أن تهبط فجأة إلى 250 قدماً ويفقد برج المراقبة الاتصال بها. وقال وزير النقل الإندونيسي، بودي كاريا سومادي، إن الطائرة انحرفت على ما يبدو عن مسارها قبل أن تختفي عن الرادار.
قال جيري سويجاتمان، وهو متخصص في شؤون الطيران ومقرّه في جاكرتا، إن سوء الأحوال الجوية أو خطأ من الطيار أو مشاكل فنية قد تكون سبباً للسقوط. وأشار إلى أنه «لا يزال من السابق لأوانه استنتاج أي شيء»، مضيفاً: «عندما نعثر على الصندوقين الأسودين يمكننا البدء في تجميع (عناصر) الصورة».
وقال صيادون كانوا قرب الموقع في تصريحات لشبكة «سي إن إن – إندونيسيا» ووسائل إعلام محلية إنّهم سمعوا انفجاراً واحداً على الأقل لحظة الحادث، وهو ما لم تؤكده السلطات.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2019. قُتل 189 شخصاً عندما تحطمت طائرة من طراز «بوينغ 737 ماكس» تابعة لخطوط لايون الجوية، في بحر جاوة بعد 12 دقيقة من إقلاعها من جاكرتا في رحلة تستغرق ساعة.
وتسبب هذا الحادث ومن بعده كارثة تحطم طائرة من الطراز ذاته في إثيوبيا، بفرض غرامة بقيمة 2.5 مليار دولار هذا الأسبوع على شركة بوينغ الأميركية لاتهامها بخداع السلطات خلال عملية المصادقة على طائرة «ماكس – 737». وتم وقف هذه الطائرات عن التحليق بعد الكارثتين الداميتين.
غير أن الطائرة التي تحطمت السبت لا تنتمي إلى هذا الجيل الجديد من طائرات شركة بوينغ، بل هي من طراز 737 «الكلاسيكي» الذي يعود إلى 26 عاماً. وشهد قطاع الطيران في إندونيسيا عدداً من الحوادث في الأعوام الأخيرة، وتم في السابق حظر شركات طيران محلية عدة في أوروبا.