إنطلاق أولى جولات المشاورات السياسية الكويتية الصينية في بكين

انطلقت في العاصمة بكين اليوم الاثنين الجولة الأولى من جلسات المشاورات السياسية الكويتية الصينية بين وزارتي خارجية البلدين لاستكمال مباحثاتهما حول مجمل الموضوعات والقضايا الثنائية محل الاهتمام المشترك.

وشهدت المشاورات لقاءات جمعت مساعد وزير الخارجية الكويتي لشؤون اسيا السفير علي السعيد والوفد المرافق له مع مساعد وزير الخارجية الصيني تشن شاودونغ ورئيس دائرة شؤون غرب اسيا وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الصينية وانغ دي كل على حده.

وقال السفير السعيد في تصريح لوكالة الانباء الكويتية «كونا» وتلفزيون الكويت ان هذه المشاورات تأتي في اطار الشراكة الاستراتيجية بين الكويت والصين وتنفيذا لاتفاقيات التعاون الثنائي لاسيما التي وقعت خلال زيارة الدولة التي قام بها سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد لبكين في يوليو من العام الماضي.
وأضاف ان ثمة مساعي كبيرة من قبل وزارتي خارجية البلدين لبحث أوجه التعاون كافة التي تجمع بين البلدين وخاصة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها سمو امير البلاد للصين أخيرا معتبرا ان هذه المشاورات هي “ثمار” تلك المساعي من قبل البلدين الصديقين.

وذكر “استطعنا مع الجانب الصيني ان نستجلي جميع جوانب هذه العلاقات ونلتمس أوجه التعاون والعقبات التي قد تواجه هذا التعاون” مضيفا انه تم خلال هذه المباحثات وضع “خطة واضحة” لمسيرة التعاون بين البلدين ولمستقبل واعد يأتي بالنفع على شعبي البلدين والتنمية فيهما.

وأعرب السعيد عن التطلع الى عقد الجولة الأخرى من المشاورات السياسية في الكويت العام المقبل لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها من قبل مسؤولي البلدين ووضعها محل التنفيذ ورؤية نتائجها بشكل واقعي وملموس. واكد حرص الجانبين الكويتي والصيني على تنفيذ هذه الاتفاقيات “حيث نحصد حاليا نتائج بعض الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها سابقا” مشيرا الى وجود تفاهمات واتفاقيات كثيرة سيتم التوقيع عليها في المرحلة المقبلة من ضمنها “توقيع مذكرة تفاهم لادارة وتشغيل ميناء مبارك الكبير”.

وعن وجود عقبات قد تعيق تنفيذ بعد الاتفاقيات قال السفير السعيد انه “ليس هناك عقبات بل هناك بعض الأمور البيروقراطية التي قد تعرقل التعاون هنا او هناك ويجب ان تؤخذ بعين الاعتبار عند رسم مسيرة مستقبلية للعلاقات”.

وأوضح “استطعنا ان نطرح خلال مشاورات اليوم على الجانب الصيني هذه الأمور الذي بدوره وعد بتذليلها وهي لا تخرج عن إطار عقبات إدارية وبيروقراطية بحتة” مبينا ان الجانب الصيني لديه أيضا “هواجس” بشأن عمل الشركات والجهات الصينية العاملة بالكويت لذا يأمل من الجانب الكويتي تذليل مثل هذه الأمور البيروقراطية في تنفيذ تلك الجهات العديد من المشاريع في الكويت.

واكد السفير السعيد في هذا السياق دعوة سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للرئيس الصيني شي جين بينغ لزيارة الكويت.
من جانبه قال مساعد وزير الخارجية الصيني تشن شاودونغ في تصريح مماثل ان الجولة الأولى من المشاورات السياسية الصينية الكويتية كانت “مثمرة” اذ تأتي تتويجا لزيارة سمو امير البلاد الشيخ للصين في يوليو 2018.

وأضاف شاودونغ ان تلك الزيارة لسموه نقلت العلاقات بين الصين والكويت الى مرحلة جديدة وافاق ارحب مؤكدا ان الجانبين حريصان على تفعيل الاتفاقيات التي وقعت خلال تلك الزيارة وما جرى التباحث حوله بين سمو الأمير والرئيس الصيني شي جين بينغ.

من جهته اعرب رئيس دائرة شؤون غرب اسيا وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الصينية وانغ دي عن تطلع بلاده الى توثيق العلاقات الاستراتيجية التنموية في البلدين لتحقيق التنمية المشتركة مشيرا الى أهمية المنطقة الاقتصادية الشمالية «مشروع مدينة الحرير والجزر الكويتية» بصفتها احدى اهم مشاريع الكويت الكبرى المستقبلية مؤكدا استعداد الصين للمساهمة وإنجاز هذا المشروع “الطموح”.

ووصف وانغ دي في تصريح مماثل ل«كونا» المباحثات السياسية بأنها “ناجحة” حيث تهدف الى تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين الصين والكويت خلال السنتين الماضيتين وخاصة التي شهداها الرئيس الصيني وسمو امير البلاد في يوليو 2018.

وقال وانغ دي ان المشاورات تهدف أيضا الى مراجعة جميع مجالات التعاون بين البلدين ووضع خطة المستقبلية لهذا التعاون ليغطي المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية والأمنية.

بدوره قال سفير الكويت لدى الصين سميح حيات ان العلاقات الصينية الكويتية “استراتيجية” ومبنية على شراكة وطموح كبيرين لدفع هذه العلاقات نحو مستويات وآفاق أرحب.
وأضاف حيات في تصريح مماثل ان هذه المشاورات السياسية بين الكويت والصين جاءت ايمانا من قيادتي البلدين نحو تفعيل الاتفاقيات والتفاهمات التي تجاورت نحو 70 اتفاقية سواء الموقعة منها او قيد التوقيع.

وذكر ان ثمة تطابقا وتوافقا في الرؤى ووجهات النظر خلال المشاورات السياسية الصينية الكويتية التي عقدت اليوم معتبرا ذلك “دليلا حقيقيا” على المستوى التي وصلت اليه العلاقات الاستراتيجية الكويتية الصينية.

Exit mobile version