صمامات أجهزة تنفس مصنوعة بالطابعات الثلاثية الأبعاد وشركات مصنعة للملابس الداخلية والجوارب تنتج كمامات واقية… تسعى إيطاليا بشتى الطرق لمكافحة وباء كوفيد – 19 الذي أودى بحوالي سبعة آلاف شخص في البلاد.
وقال المهندس في شركة “إيزينوفا” المتخصصة في الطباعة الثلاثية الأبعاد أليساندرو رومايولي لتلفزيون وكالة فرانس برس: “لقد تلقينا اتصالا من صحيفة بريشيا التي أطلقت نداء استغاثة من جانب مستشفى في مقاطعتنا يسأل عما إذا كان من الممكن طباعة صمامات +فنتوري+ بالأبعاد الثلاثية”.
وتقع بريشيا في مقاطعة لومبارديا (شمال)، وهي أكثر المناطق الإيطالية تضررا جراء تفشي الوباء مع أكثر من أربعة آلاف وفاة من أصل 6820 في سائر أنحاء البلاد.
ويقبع حاليا أكثر من 3200 مريض في قسم العناية المركزة في المستشفيات جراء إصابتهم بكوفيد – 19.
وقد اضطرت المستشفيات في هذه المنطقة إلى اتخاذ قرارات صعبة وقاسية بشأن المرضى الذين ينبغي عليها مدهم بالمعونة الطبية اللازمة لإنقاذ حياتهم وأولئك الذين ستضطر إلى إعادتهم لمنازلهم في ظل النقص في الأسرّة والأطباء والتجهيزات. ويزيد الوضع سوءا في ظل التدفق المتواصل للمرضى الذين يعانون أوضاعا صحية خطرة.
وأضاف رومايولي: “توجهنا إلى مستشفى كياري وأنجزنا أول نموذج لصمام تبيّن في نهاية المطاف أن طباعته ليست بالبساطة التي كنا نعتقدها” بسبب هامش الخطأ الضعيف المتاح.
وأوضح المهندس الشاب في شركة “إيزينوفا” التي عادة ما تنتج أجهزة استشعار للزلازل وقطع غيار للدراجات الهوائية: “لقد طبعنا أربعة نماذج أولية وجلبناها إلى المستشفى وقالوا لنا إنها تعمل بصورة جيدة بعدما اختبروها على مرضى مع نتائج ممتازة وقالوا لنا +إنها رائعة. نحتاج إلى مئة قطعة منها”.
– “الطابعات الثلاثية الأبعاد أنقذتنا” –
لفت رومايولي إلى أن “الصمامات المستخدمة في المستشفيات يجب أن تحوز ترخيصا بعد الخضوع لسلسلة اختبارات في الأوضاع العادية. في هذه الحالة، كان المستشفى في حاجة طارئة للصمام وقالوا لنا +لدينا مرضى من دون أكسجين بسبب النقص في هذه الصمامات، أي شيء تحضرونه لنا سيكون إضافة مرحّبا بها+”.
وقال مدير المستشفى ماورو بوريلي في تصريحات أوردتها صحيفة “إيل فاتو كوتيديانو”: “لم نكن نعلم كيف نمد المرضى بالأكسجين (…) صمامات أجهزة التنفس كانت قد نفدت (…) لكن صنعها بواسطة طابعات ثلاثية الأبعاد أنقذنا”.
كذلك كيّفت شركة “إيزينوفا” أقنعة للغوص للتمكن من شبكها على أجهزة تنفس فيما تحاول شركات عدة في إيطاليا اتخاذ خطوات مماثلة.
وفي هذا الإطار، أعلنت شركة “كالزيدونيا” المتخصصة في صنع الملابس الداخلية والجوارب النسائية أنها حوّلت بعضا من مشاغلها التي تصنع منذ الإثنين عشرة آلاف كمامة يوميا.
كذلك أعلنت شركة “ماكرون” للتجهيزات الرياضية من جانبها أنها باتت جاهزة لأن تصنع في مصانعها في الصين “كمامات وقفازات ومراييل للحماية من الفيروس”.
كما أن شركة “فيات – كرايسلر” الإيطالية الأميركية المصنعة للسيارات أعلنت أن أحد مصانعها سينتج مليون كمامة يوميا.
المصدر: أ ف ب