حذر استشاري جراحة السمنة د.محمد الجارالله من الخطورة المتزايدة لمشكلة السمنة على مستوى العالم بصفة عامة، والخليج بصفة خاصة، مؤكدا أن السمنة لا تعتبر مشكلة صحية فقط، بل أصبحت مشكلة اقتصادية واجتماعية ونفسية، مما جعلها واحدة من أكثر المشكلات الصحية شيوعا حول العالم، إذ تقدر الإحصاءات الرسمية العالمية وجود أكثر من ملياري إنسان حول العالم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
وتحدث د.الجارالله في حوار مع «الأنباء» عن مرض «السمنة» حسب بيانات مرصد السمنة العالمي، وأن الكويت حلت في المركز الأول عربيا والـ 15 في الترتيب العالمي من حيث معدلات السمنة للرجال، تليها قطر والسعودية والأردن والإمارات.
نلاحظ ارتفاعا كبيرا بمعدلات السمنة ومشكلاته، فهل من إحصاءات عالمية حولها؟
٭ تتزايد خطورة السمنة على مستوى العالم بصفة عامة، والخليج بصفة خاصة، علما أن السمنة لا تعتبر مشكلة صحية فقط بل أصبحت مشكلة اقتصادية، واجتماعية ونفسية، مما جعلها واحدة من اكثر المشكلات الصحية شيوعا حول العالم، إذ تقدر الإحصاءات الرسمية العالمية وجود أكثر من ملياري إنسان حول العالم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
وما أهم المخاطر الصحية للسمنة؟
٭ ومن أهم مخاطر السمنة زيادة أمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة خطر السكري، فضلا عن زيادة خطر بعض أنواع السرطان: مثل سرطان الثدي وسرطان القولون وسرطان الرحم وغيرها، إضافة إلى الأثر النفسي والاجتماعي بما في ذلك انخفاض التقدير الذاتي والاكتئاب والعزلة الاجتماعية.
كما أن للسمنة أعباء اقتصادية، حيث تتطلب تكاليف علاج ورعاية المرضى المصابين بالأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة.
وما ترتيب الكويت بالنسبة لحالات السمنة؟
٭ وفقا لبيانات مرصد السمنة العالمي حلت الكويت في المركز الأول عربيا والـ 15 في الترتيب العالمي من حيث معدلات السمنة عند الرجال، تليها قطر والسعودية والأردن والإمارات.
وكيف نواجه تحدي السمنة؟
٭ لمواجهة هذا التحدي، يتطلب من الدول تبني استراتيجيات وبرامج شاملة للتوعية والتثقيف حول النظام الغذائي الصحي وأهمية ممارسة النشاط البدني، بالإضافة إلى تعزيز السياسات العامة التي تدعم البيئات الصحية وتشجع على اتباع نمط حياة صحي.
كما يجب أن تكون هناك جهود مشتركة بين القطاعات المختلفة، بما في ذلك التعليم والصحة والتغذية والرياضة والقطاع العام والخاص، لمكافحة السمنة وتحسين صحة المجتمع.
صعوبات ومعوقات
ما الصعوبات والمعوقات لعلاج السمنة بصفة عامة؟
٭ توجد العديد من الصعوبات التي تعوق علاج السمنة والوقاية منها، ومن أهمها أن الكثيرين لا يعتقدون أن السمنة مرض، كما أن الكثيرين ليس لديهم الإرادة الكافية للعلاج، فضلا عن فقدان دعم الدولة والعائلة والأصدقاء، هذا بالإضافة إلى نقص المراكز المتخصصة للوقاية والعلاج الشامل من السمنة، وصعوبة التغيرات الثقافية والسلوكية، وانتشار العادات الغذائية غير الصحية ونمط الحياة غير الصحي والكسل والخمول.
وكيف ترون الجهود التوعوية بمخاطر السمنة؟
٭ ربما من المعوقات التي تواجه محاربة السمنة التأثير القوي لأساليب التسويق والترغيب ببعض المنتجات الغذائية، مما يشجع على استهلاك الأطعمة عالية الدهون والسكر والملح، علاوة على أن الأطعمة الصحية غير متاحة للجميع، كما أنها أكثر تكلفة من الأطعمة غير الصحية، مع الانتشار الكبير للأطعمة السريعة، وقلة الوعي والتثقيف التغذوي وأهمية ممارسة النشاط البدني المنتظم، فضلا عن قلة الموارد والبنية التحتية للوقاية من السمنة وعلاجها، مثل المرافق الرياضية والمساحات العامة المخصصة للنشاط البدني، وإضافة إلى ما سبق هناك العوامل الوراثية التي يعتقد أنها تلعب دورا كبيرا في تحديد تعرض الأفراد للسمنة.
علاج المشكلة
وكيف يكون علاج هذه المشكلة؟
٭ نحتاج لذلك الى جهود متكاملة من الدولة لإدارة هذا الملف والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وفق نهج شامل ومتكامل يركز على الصحة العامة وسبل الوقاية وليس العلاج فقط، حيث يجب معالجة هذه المعوقات بشكل شامل وتبني استراتيجيات متعددة المستويات تركز على التوعية، وتوفير البيئات الصحية، والتغييرات في السياسات، وتعزيز التعليم والتوجيه الغذائي، وتحسين الوصول إلى الأطعمة الصحية، والتوعية والتثقيف، وتنظيم السياسات العامة التي تدعم البيئات الصحية وتشجع على اتباع نمط حياة صحي، مثل توفير الخيارات الغذائية الصحية في المدارس وفرض ضرائب على المشروبات والأطعمة غير الصحية.
وهل يعد ذلك كافيا لمواجهة السمنة؟
٭ بالتأكيد لا، فهناك حاجة الى العمل على تحفيز وتشجيع الناس على اتباع أنماط حياة صحية، وإيجاد تخفيضات في الضرائب للمؤسسات التي توفر بيئة صحية لموظفيها وبرامج تحفيزية للأفراد لممارسة النشاط البدني المنتظم واتباع التغذية الصحية، وتوفير الموارد اللازمة لتأهيل الكوادر الصحية والمعلمين والمدربين لنشر المعرفة والمهارات اللازمة للمجتمع، علاوة على التحالفات والشراكات بين الحكومة والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، للعمل المشترك في مجال مكافحة السمنة وتعزيز الصحة العامة.
وماذا عن الدراسات والأبحاث التي تجريها بعض الجهات حول السمنة؟
٭ تعد الدراسات والأبحاث من الأسس التي يعتمد عليه أي خطة عمل، فمن طرق علاج هذه المشكلة هي البحث والتقييم، حيث يجب دعم الأبحاث والدراسات المتعلقة بالسمنة وتأثيراتها على الصحة العامة والمجتمع، وتقييم فعالية السياسات والبرامج المتبعة وضمان تحقيق النتائج المرجوة، وعلاج مرضى السمنة داخل إطار المنظومة الصحية في الدولة بما فيها من إجراء جراحات للسمنة للحالات التي تحتاج إلى ذلك.
الأضحية والعيد
وفي أيام العيد، كيف نحتفي بعاداته الجميلة ونتجنب السمنة؟
٭ عيد الأضحى مناسبة دينية مهمة للمسلمين حول العالم، ويتضمن تقديم الأضحية وتوزيع اللحوم على الأقليات والمحتاجين، ولتحقيق طعام صحي في عيد الأضحى، ويجب أخذ العديد من العوامل في الاعتبار وتنظيم العملية بطريقة علمية دقيقة ومحترفة لتجنب السمنة كاختيار الأضحية الصحية، بحيث يكون الحيوان سليما وخاليا من الأمراض المعدية، وينبغي أن يتم ذبحه وفقا للضوابط الشرعية والصحية المحلية.
ويفضل إزالة الدهون المرئية قبل الطهي، واستخدام طرق الطهي الصحية مثل الشواء أو الخبز أو الطهي بالبخار، ومن المفضل اتباع نظام الطعام الصحي المتوازن مثل الخضراوات الطازجة والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات النباتية والحيوانية في وجبات العيد.
وماذا عن التعامل مع لحوم الأضاحي وكيفية توزيعها؟
٭ يجب مراعاة شروط النظافة الغذائية واتباع المبادئ الصحية أثناء توزيع اللحوم ومراعاة ظروف الجو والتبريد، وتخزين اللحوم في درجة حرارة منخفضة وفصله عن الأطعمة الأخرى لتجنب التلوث المتبادل، وأن يتم تحضير وطهي اللحم بشكل صحي وسليم.
ونتمنى أيضا أن تتم مشاركة اللحوم مع الفقراء بطريقة منظمة بالتعاون مع المؤسسات الخيرية المحلية، حيث تتبع طرقا منتظمة وصحية.
سعرات أقل
وما التحذيرات الموجهة للناس؟
٭ قبل التحذير ننصح الناس باختيار الأجزاء التي تحتوي على سعرات حرارية أقل، وعلى سبيل المثال يحتوي 100 غرام من ضلع الغنم على 300 سعرة بينما تحتوي الفخذ على 230 سعرة حرارية.
ونحذر من أكل الجلد والدهون مع اللحوم، ويجب أن نقوم بنزع الجلد للتخلص من السعرات الحرارية، وعلى سبيل المثال فإن 85 غراما من الدجاج المشوي من دون جلد تحتوي على 167 سعرة حرارية، بينما تحتوى نفس الكمية ولكن مع الجلد على 223 سعرة حرارية.