رصدت صحيفة “واشنطن بوست” الصعوبات التي تواجهها القوات الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزة، منذ بدء العمليات البرية في القطاع، بعد الهجوم المفاجئ الذي شنّته حركة حماس على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقرير نشرته اليوم السبت، على موقعها الإلكتروني، إن القوات الإسرائيلية تواجه حركة حماس التي تملك ترسانة أسلحة متطورة، أبرزها الصواريخ المضادة للدبابات، التي تؤدي إلى عرقلة التقدم الإسرائيلي، وأضرار واسعة في الآليات الإسرائيلية على الأرض.
وأضافت: “تواجه إسرائيل الآن حركة حماس، الأكثر قوة وتنظيماً وتسليحاً، مقارنة بأي صراع سابق بين الطرفين، حيث رصد محللون عسكريون أن الحركة لديها الآن صواريخ موجهة بالليزر، وذخائر مضادة للدبابات وطائرات مسيّرة، وألغام أرضية، إضافة إلى صواريخ بعيدة المدى”.
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الأسلحة وصلت إلى أيدي حماس عبر الأنفاق، من خلال عمليات التهريب، من سوريا وليبيا والعراق والسودان، كما أن جزءاً كبيراً من تلك الأسلحة تم تصنيعها في إيران وكوريا الشمالية.
ونقلت عن مايكل ملشتاين، الضابط السابق في جيش الدفاع الإسرائيلي، والمحلل البارز في مركز ديان بجامعة تل أبيب قوله: “حماس لديها ما يقرب من 30 ألف مقاتل أو أكثر من ذلك، إنها الآن تملك عناصر مدربة وأسلحة ما يجعلها تشبه الجيوش النظامية”.
ويرى ملشتاين أنه لا توجد مفاجأة فيما يتعلق بالأسلحة التي تملكها حماس الآن، ولكن المشكلة الحقيقية في كم هذه الأسلحة، وهو ما يجعل إسرائيل تواجه “حماس أقوى” مما كانت عليه في السابق.
وقال إيفي مالميد، الضابط الاستخباراتي الإسرائيلي السابق، ومؤسس معهد الشرق الأوسط،: “إسرائيل تواجه ظروفاً صعبة للغاية، حماس أصبحت جيشاً مسلحاً كبيراً، وليست مجموعة من العصابات التي تحمل مسدسات”.
من جانبه، قال يهوشوا كاليسكي، خبير الأسلحة والباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب،: “إنها حرب صعبة، حرب صعبة للغاية، إسرائيل تدفع بعدد كبير من القوات والآليات في غزة، ولكن الظروف على الأرض والأسلحة التي تملكها حماس تجعل النتائج مختلفة عن أي حرب مشابهة خاضتها إسرائيل”.