حصل مركز أبحاث المياه التابع لمعهد الكويت للأبحاث العلمية على براءة اختراع ممنوحة من مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية بالولايات المتحدة الأمريكية، حول تصميم وتصنيع أغشية فلترة نانوية باستخدام اطر معدنية عضوية مبتكرة في مختبرات المركز ذات خصائص فريدة ومتميزة لمعالجة مياه البحر والمياه الجوفية، وقد سجلت براءة الاختراع بأسماء فريق البحث المكون من د. راجيشا كومار، د. منصور أحمد، د. جاروداشاري بهادراشاري، و جيبو توماس.
وقد تمكن الباحثون في مركز أبحاث المياه بالمعهد من تطوير أغشية فلترة نانوية من خلال تصنيعها على هيئة أطر معدنية عضوية، حيث تم تنفيذ اختبارات معملية على هذه الأغشية المُصنعة والمبتكرة بمختبرات المعهد، بغية تقديم الدليل العلمي على جدواها ومزاياها الفنية لمعالجة مياه الخليج العربي والمياه الجوفية في دولة الكويت، وأظهرت النتائج المخبرية بتمتع الأغشية المبتكرة بمزايا عدة من أهمها قدرتها على فصل المواد العالقة والبكتيريا والفيروسات والعسارة الايونية من مياه البحر والمياه الجوفية، وقد بينت نتائج الاختبارات المعملية أن نسبة الإنتاج الكلي للمياه المعالجة من الأغشية المُصنعة والمبتكرة في المعهد تصل إلى ضعف الإنتاج الكلي للمياه المعالجة من قبل أغشية فلترة نانوية متوفرة تجاريا عند ضغط تشغيلي 10 ضغط جوي.
كما بينت نتائج الاختبارات أن نسبة فصل العسارة الايونية بلغت 80%، بالإضافة إلى قدرتها في فصل عنصر البورون لتصل نسبة الفصل الى 30%، وعليه ستساهم هذه الأغشية المبتكرة في رفع جودة المياه العذبة، والتغلب على التحديات الفنية التي تواجهها محطات تحلية مياه البحر والمياه الجوفية الحالية من خلال حماية معدات أنظمة التحلية من الانسدادات والترسبات الملحية والصدأ والتآكل، كما إنها ستساهم في رفع كفاءة محطات التحلية عبر زيادة العمر الافتراضي لمنظومة التحلية، إضافة إلى خفض ملموس في التكاليف التشغيلية، من خلال تجنب الصيانة الغير مبرمجة والطارئة.
ومن أهم عوائد هذا الاختراع هو المساهمة في تحقيق الأمن المائي واستدامة المياه العذبة مع تنويع مصادرها، والمحافظة على جودة المياه مع خفض الأعباء الاقتصادية لمواجهة تحديات شح الموارد الطبيعية للمياه العذبة في البلاد، بالإضافة الى ذلك، سوف تساهم براءة الاختراع في تحقيق أهداف استراتيجية نحو تأسيس صناعات وطنية في دولة الكويت، من خلال تقديم منتج وطني ذو جودة عالية لأغشية الفلترة النانوية، بحيث يتم تسويقها عالميا، مما سيحقق لدولة الكويت مكانة مرموقة بمصاف الدول الرائدة في مجال تسويق المنتجات العلمية والابتكارات التكنولوجية، كما إنها ستجلب مورد اقتصادي جديد يضاف إلى الدخل القومي للبلاد عبر الاستثمار في العقول البشرية.