الأردن: استقالة وزير الداخلية بسبب مخالفات أعقبت الاقتراع البرلماني

أعلن رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة، أن وزير الداخلية، توفيق الحلالمة، قد استقال من الحكومة على إثر المخالفات التي تمت خلال اليومين الماضيين من مظاهر احتفال وشغب تلت العملية الانتخابية وحمل للسلاح واستخدامه في الاحتفالات في بعض مناطق المملكة.

وتأتي استقالة الحلالمة بعدما أسدل الستار على هذه الانتخابات التي شارك فيها 29.9% من الناخبين الذين صوتوا لاختيار أعضاء مجلس النواب، للسنوات الأربع المقبلة، في ظل ظروف غير مسبوقة بسبب تفشي وباء كورونا في البلاد.

وشهدت هذه الإنتخابات عدة مفارقات لم تشهدها انتخابات سابقة، لعل أبرزها تراجع نسبة تصويت النساء مقارنة بالرجال بواقع 25.29% مقابل 33.1%.

كما تراجعت نسبة الطبقة السياسية والحزبية لصالح المستقلين والعشائريين، إذ وصل 16 عضواً ممن ينتمون لأحزاب سياسية منها جبهة العمل الإسلامي أبرز الأحزاب السياسية في المملكة لقبة البرلمان.

عزوف ثلثي الناخبين عن التصويت

لوحظ في هذه الانتخابات تراجع ملفت في نسب الاقتراع في محافظات كانت فيها قوية في الإنتخابات السابقة، مثل العاصمة عمان والزرقاء وإربد، كما لوحظ انخفاض في أعداد المشاركين في العملية الإنتخابية في محافظات أخرى كالبادية ومدن الجنوب مقارنة بالانتخابات السابقة.

ورغم زيادة عدد المرشحين والمرشحات في هذه الانتخابات بنسبة 30% تقريباً، مقارنة بالانتخابات السابقة، إلا أن هذا لم يرفع من نسب المشاركة فيها، بل انخفضت بنسبة 6% تقريباً عن انتخابات عام 2016.

وكانت الهيئة المستقلة للانتخاب قد أعلنت عن تصويت مليون و386 ألف ناخب وناخبة، من أصل من يحق لهم التصويت البالغ 4 ملايين و700 ألف ناخب وناخبة.

العودة الى المربع الأول

تراجعت نسبة تمثيل المرأة في مجلس النواب الـ19 بنسبة وصلت الى 11.5% مكتفية بمقاعد الكوتا النسائية التي بلغت 15 مقعداً، بعد أن كانت قد حصلت على 20 مقعداً بنسبة تمثيل وصلت الى 15.4 % في مجلس النواب السابق.

ولم تتمكن أي مرشحة بالفوز خارج نطاق الكوتا النسائية كما حصل بالانتخابات الماضية، إذ فازت خمس نساء تنافسيا بانتخابات المجلس السابق، وكانت أعلى نسبة تمثيل تتحقق للمرأة الأردنية منذ انتخابات عام 1989.

بحسب مطلعين على الإنتخابات النيابية وحقوقيات نسويات فإن أسباباً عدة وقفت وراء هذا التراجع، تعود بصورة أساسية لنظام احتساب الناجحين من القوائم والتي لا تعطي للقائمة إلا فرصة الفوز بمقعد نيابي وحيد بصرف النظر عن حجم الأصوات الذي حصدته القائمة ككل مقارنة مع القوائم الأخرى.

مائة وجه جديد

أظهرت نتائج الانتخابات النيابية تغييراً في اعضاء المجلس بدخول ما يقرب من 100 نائب جديد لمجلس النواب الـ19، وأشارت النتائج التي أعلنت من قبل رؤساء اللجان الانتخابية في مختلف الدوائر الإنتخابية ال23 إلى أن هذا المجلس أكثر مجلس شهد تغييراً من ناحية انضمام نواب جدد منذ عام 1989 لغاية الآن.

وأشارت نتائج الانتخابات النيابية أن التغيير شمل أيضاً المقاعد المخصصة للمرأة، إذ أن جميع النساء اللواتي فزن بالانتخابات هن جدد ويدخلن البرلمان أول مرة باستثناء نائبة واحد استطاعت الاحتفاظ بمقعدها النيابي من المجلس السابق.

تجاوزات وخروقات

وقعت خروقات وتجاوزات خلال العملية الانتخابية وبعد إعلان النتائج الاولية، إذ شهدت بعض المحافظات الأردنية أعمال شغب محدودة تمت السيطرة عليها في مواقعها، بحسب مصادر أمنية.

وتداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي في الأردن مقاطع فيديو تظهر تجمعات لمناصري مرشحين كسبوا الإنتخابات النيابية مخالفين أوامر الدفاع رقم 20 التي تمنع التجمعات خلال الحظر الشامل الذي تشهده المملكة لمواجهة تفشي كورونا.

وأثارت مقاطع الفيديو حفيظة السلطات الأردنية ما دعاها إلى التحرك لوقف المخالفين بسبب تخوفها من ارتفاع إصابات كورونا في البلاد.

Exit mobile version