غياب جماعي لمدرب الأزرق واللاعبين في لقاء المنتخب الهندي، الذي عاد من الكويت بثلاث نقاط ثمينة، بينما لا يمكن اعتبار الفوز على أفغانستان تحسناً للمستوى والنتائج بسبب تواضع مستوى المنافس.
انتهت الجولتان الافتتاحية والثانية من منافسات المجموعة الأولى للتصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك وكندا، وكأس آسيا 2027 في السعودية، وحقق منتخب الكويت الوطني 3 نقاط من 6 كانت منتظرة أو مأمولة بعد خسارته غير المتوقعة على أرضه ووسط جمهوره من الهند 0 – 1، قبل أن يهزم افغانستان بالدمام 4 – 0.
ولعل القاسم المشترك في المباراتين يتمثل في المستوى الباهت بشكل لافت للنظر، الذي ظهر به الأزرق لا سيما أمام الهند، في مباراة تعتبر الأسوأ له منذ 10 سنوات على أقل تقدير. وتاه لاعبو الأزرق في الملعب بشكل واضح، وبدوا فاقدين للتركيز تماماً، فلم تكن هناك جمل تكتيكية أو تسديدة على المرمى، أو حتى شن هجمة منظمة واحدة طوال زمن اللقاء، علماً بأن المنتخب الهندي لم يكن بالمرعب أو المخيف ومستواه كان متوسطاً إن لم يكن أقل، إلا أنه منظم ولاعبوه كانت لديهم الرغبة في الخروج من استاد جابر الأحمد بالنقاط الثلاث، وقد تحقق لهم ما أرادوا بفضل الجهاز الفني بقيادة المدرب الكرواتي ايغور ستيماتس، الذي رجح كفة فريقه باللياقة البدنية المرتفعة والتوجيه الصحيح لتطبيق التعليمات.
غياب الروح والرغبة
في حين، لعب الأزرق بدون طريقة واضحة، وإن كانت على الورق 4 – 3 – 2 – 1، لكن في ظل غياب المستوى والروح والرغبة، ظهر جميع اللاعبين من دون استثناء في حالة لا يرثى لها.
ومن المؤكد أن مدرب الأزرق، البرتغالي روي بينتو يتحمل المسؤولية كاملة، خصوصا في الطريقة المحافظة التي خاض بها اللقاء بعد الاعتماد على فهد الهاجري في مركز المدافع الأيمن، وعدم الدفع بعبدالله عمار، الذي قدم مستوى رائعا في مباراتي الفريق أمام الهند في كأس اتحاد جنوب آسيا إلى جانب اللعب بمحورين هما سلطان العنزي ورضا هاني.
كما أن دفعه بشبيب الخالدي ومبارك الفنيني رغم عدم جاهزيتهما الكاملة أفقدت الفريق لأبرز أوراقه في اللقاء. وبحسبة بسيطة، بعيدا عن خسارة الهند على أرضها ووسط جماهيرها أمام المنتخب القطري الشقيق، فإن المباراة قد تكلف الأزرق الخروج بخفي حنين من السباق، لا سيما أنه يتعين عليه الفوز على المنتخب الهندي في عقر داره بنتيجة 2 – 1، حتى يحسم نتائج المواجهات المباشرة لمصلحته عقب انتهاء منافسات المجموعة، مع الوضع في الاعتبار أن العنابي سينافس نفسه على القمة من خلال المستوى الذي ظهر عليه في المباراتين اللتان لعبهما.
فوز غير مقنع
وفي الدمام على الرغم من تدني مستوى منتخب افغانستان، الذي يشارك بدون 18 لاعبا من الأساسيين، إلا أن الأزرق لم يقدم المستوى المأمول أيضا، ورغم دفع المدرب بلاعبين لم يمنحوا الفرصة أمام الهند فإن الفريق لم يقدم أداء مقنعاً، فالشوط الأول شهد هدفا من ركلة جزاء، وعددا كبيرا من التمريرات الخاطئة، بالاستلام والتسلم والتمرير وهي أمور من أبجديات كرة القدم.
وبعد تراجع المستوى مجدداً في الشوط الثاني، تجرأ المنتخب الأفغاني وهاجم لكنه افتقد نوعية اللاعبين القادرة على هز الشباك! ويمكن القول إن ما فعله اللاعبون في إحراز ثلاث أهداف خلال 10 دقائق، سببه تراجع المنتخب الأفغاني للخلف بشكل مبالغ فيه، إلى جانب «فزعة» اللاعبين لتحسين النتيجة، لكن يبقى الفوز على المنافس الضعيف ليس مقياسا للتحسن، خصوصا أنه سيكون «حصالة المجموعة».
المنتخب يتجمع في يناير
من المقرر، أن يتجمع منتخب الكويت الوطني في يناير المقبل، استعداداً لمواجهتي قطر في الجولتين الثالثة والرابعة في التصفيات المشتركة. وسيخوض الفريق معسكراً في إحدى الدول الخليجية، ستتخلله مباراتان وديتان، وتنسق الإدارة الفنية حالياً مع عدد من الاتحادات في دول الخليج للاتفاق على مباراتين وديتين خلال هذه الفترة..
بينتو: الفوز على أفغانستان مهم
أكد مدرب منتخب الكويت الوطني روي بينتو أن فوز الفريق على منتخب أفغانستان كان مهما جدا، مضيفا أن أهمية الفوز ترجع إلى تجاوز الهزيمة أمام منتخب الهند. وشدد بينتو، في تصريح له عقب انتهاء اللقاء، على أن الحظوظ في التأهل للدور النهائي للتصفيات وكأس آسيا مباشرة قائمة، خصوصا أن المشوار لا يزال طويلاً. بدوره، ألقى شبيب الخالدي المسؤولية على اللاعبين في الهزيمة أمام المنتخب الهندي، لاسيما أنهم لم يقدموا الشيء الكثير، مضيفا في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن توجيه كل الانتقادات إلى بينتو أمر غير منصف.
وأشار الخالدي إلى أهمية دعم الشعب الكويتي للمنتخب كما هو معتاد في المراحل الصعبة، مؤكدا أن حظوظ الأزرق مستمرة في التأهل للدور الثاني.