بعد إعلان ألمانيا وجوب بدء تطبيق قرار لبس الكمامة، خاصة في المواصلات العامة أو لدى دخول المحلات، انتشرت رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر تطبيق واتس أب تحذر من خطورة هذا الأمر على الأطفال.
فحوى الرسائل هو ادعاء أن الكمامة ستؤدي إلى إعاقة التنفس السليم للأطفال وستعمل على تركيز كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون أمام المجرى التنفسي، ومن ثم يقوم الأطفال بإعادة تنفس ذلك الغاز الخطر، وهو ما من شأنه أن يلحق الضرر بهم.
واعتبرت الرسائل أن هذه الكمامة غير مناسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً، وتعتبر خطيرة لمن هم دون 6 سنوات. وطالبت الرسالة الأهالي بالحذر ورفض إلباس أطفالهم أيّ كمامات حرصاً على صحتهم العامة حتى لا يتعرضوا لمضاعفات.
لكن هل الكمامة فعلاً خطيرة؟
العديد من وسائل الاعلام في ألمانيا تناولت مضمون هذه الرسالة وحوّلت هذا السؤال إلى أطباء أطفال للإجابة على هذه المخاوف، وتبيان حقيقتها. صحيفة ”بيلد” الألمانية، الواسعة الانتشار، أجرت مقابلة مع طبيب الأطفال ميشائيل أخينباخ للحديث بهذا الخصوص.
وفند الطبيب المذكور هذه المزاعم، قائلاً “نحن نتحدث عن كمامات من قماش في الغالب وليس من بلاستيك محكم الإغلاق، والقماش يسمح عبر مساماته بإدخال الهواء وإخراجه”. وتابع الطبيب أن الهدف من ارتداء الكمامات حالياً ليس منع إدخال الهواء بل الحماية من تطاير الرذاذ الذي قد يحمل العدوى أثناء السعال.
ونصح الطبيب الأهل بالتأكد من الاستخدام الصحيح للكمامات بالنسبة للأطفال، مؤكداً أن رئة الطفل أصغر من رئة الشخص البالغ، لذلك فإن الكمامة إن كانت تسمح بدخول الهواء للشخص البالغ والسماح له بالتنفس، فهذا يعني أنها مناسبة أيضاً للأطفال لأن كمية الهواء الداخل والخارج هو أكثر مما يحتاجه الطفل.
وكانت ولاية بريمن قد أعلنت منذ أيام فرض ارتداء كمامات في إطار مكافحة انتشار فيروس كورونا، لتكون آخر ولاية من ولايات ألمانيا الـ 16 تتخذ هذا القرار. وبذلك بات ارتداء الكمامات ملزماً في عموم ألمانيا.
المصدر: DW