دعا مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الخميس، إلى تحقيق دولي في انتهاكات الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، محذّراً من وضع “متفجّر” في الضفة الغربية المحتلة.
وردّت سفيرة إسرائيل في منظمات الأمم المتحدة في جنيف ميراف شاحر ايلون بأن القانون الدولي ليس “ميثاقاً انتحارياً”، فيما طلب مندوب فلسطين إبراهيم خريشة، من الدول الأعضاء الالتفات إلى “الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
وتحدث تورك في إحاطة إلى الدول الأعضاء في المنظمة عن “مزاعم خطرة للغاية بشأن انتهاكات متعددة وعميقة للقانون الانساني الدولي، أيا يكن مرتكبها، تتطلب تحقيقاً معمّقاً ومحاسبة شاملة”، مؤكداً وجود “حاجة إلى تحقيق دولي”. وخلال رحلته إلى المنطقة، زار المسؤول معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة.
وصرّح تورك في حديثه لصحافيين بعد ذلك أنه طلب من إسرائيل زيارة الأراضي الإسرائيلية والأراضي الفلسطينية المحتلة، لكنه “لم يتلق رداً بعد، ما يعني أن هناك أملًا”.
لكن سرعان ما بدّدت البعثة الإسرائيلية في جنيف آماله قائلة إن إسرائيل لا ترى “أي فائدة يمكن أن تجلبها زيارة المفوض السامي لإسرائيل في هذا الوقت”.
في 7 أكتوبر(تشرين الأول) نفّذت حماس هجوماً على إسرائيل أدى الى مقتل زهاء 1200 شخص في إسرائيل معظمهم من المدنيين وغالبيتهم قضوا في اليوم الأول من الهجوم، بحسب السلطات الإسرائيلية. كما تعرض حوالي 240 شخصا بينهم أجانب، للاختطاف من إسرائيل ونقلوا الى قطاع غزة، بحسب المصدر ذاته.
وردّاً على ذلك، توعدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس التي تصنّفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “إرهابية”. ومذاك تقصف إسرائيل قطاع غزة بلا هوادة وتفرض عليه “حصاراً كاملاً”، وبدأت عمليات برية اعتباراً من 27 أكتوبر(تشرين الأول) وأدى القصف إلى مقتل أكثر من 11500 شخص، بحسب حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
وأعرب تورك، الخميس، عن “قلق عميق بشأن تصاعد حدة العنف والتمييز الحاد بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بما يشمل القدس الشرقية”.
وأضاف “في رأيي، هذا يخلق وضعاً متفجّراً، وأريد أن أكون واضحاً: “لقد تجاوزنا مستوى الإنذار المبكر بشكل كبير. أطلق أقوى تحذير بشأن مسألة الضفة الغربية المحتلة”، داعياً الأطراف إلى الاعتراف بأن جميع الأرواح البشرية لها قيمة متساوية.
وتابع “من الواضح أن هناك من الجانبين من يعتبر قتل المدنيين ضررا جانبيا مقبولا أو سلاح حرب متعمدا ومفيدا. هذه كارثة إنسانية وانتهاك لحقوق الإنسان”.
ولفت إلى أنه “علينا ألا ندع الغضب يطغى على ضميرنا الأخلاقي” مؤكّداً أن “حرية الإسرائيليين ترتبط بشكل وثيق بحرية الفلسطينيين، فالفلسطينيون والإسرائيليون هم بالنسبة إلى بعضهم البعض الأمل الوحيد للسلام”.
وخلال الاجتماع، قالت سفيرة اسرائيل ميراف شاحر ايلون إنه إذا لم تتمكن دولة ما من الدفاع عن نفسها “أو إذا انتُقدت لقيامها بذلك بما يتوافق مع القانون الدولي، ستصبح منظمات إرهابية حتما أكثر جرأة وستواصل استخدام أساليبها، مدركة أنها تستفيد من دعم دولي مستمر”.
من جهته، دعا مندوب فلسطين الدائم لدى منظمات الأمم المتحدة في جنيف إبراهيم خريشة، الدول الأعضاء للالتفات إلى الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، مشددا على أنها “إبادة جماعية”.
وقال خريشة أمام اجتماع للدول الأعضاء “عليكم أن تصحوا. هذه مجزرة، هذه إبادة، ونحن نشاهدها على شاشة التلفزيون. لا يمكن أن يستمر ذلك.