(كونا) – أعلنت خمس منظمات تابعة للأمم المتحدة الأربعاء ارتفاع عدد الجوعى في العالم إلى 828 مليون شخص بسبب تداعيات الصراع في أوكرانيا محذرة من أن تلك الأرقام ترسم صورة قاتمة بشأن قدرة العالم على تحقيق هدفه للقضاء على الجوع وفق أجندة 2030.
جاء ذلك في تقرير “حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم” لعام 2022 الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة (فاو) بمشاركة الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية.
وذكر التقرير أن عدد الجوعى في العالم ارتفع إلى حوالي 828 مليون شخص في العام 2021 بزيادة 46 مليون شخص عن سابقه و150 مليون شخص عن العام 2019 مشيرا إلى أن “الأرقام المتاحة ترسم صورة قاتمة”.
وكشفت بيانات التقرير عن ارتفاع “نسبة الذين عانوا من الجوع من سكان العالم” في عام 2020 الى 3ر9 في المئة بعدما ظلت ثابتة في حدود 8 في المئة منذ 2015 ثم واصلت الارتفاع الى 8ر9 في المئة في عام 2021.
وسجل العام الماضي زيادة أعداد من عانوا انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد الى 3ر2 مليار نسمة يمثلون 3ر29 في المئة من سكان العام بزيادة 350 مليون شخص إضافيا عن معدلات ما قبل تفشي جائحة كوفيد-19 زاد بينهم من عانى انعدام الأمن الغذائي الشديد بمقدار 207 ملايين الى 92 مليون شخص يمثلون 7ر11 في المئة من سكان العالم.
ولفت التقرير إلى استمرار اتساع الفجوة بين الجنسين على صعيد انعدام الأمن الغذائي حيث بلغت نسبة النساء في العالم اللواتي عانين انعدام الأمن الغذائي 9ر31 في المئة مقابل 6ر27 في المئة من الرجال بزيادة الفجوة بمقدار نقطة مئوية خلال عام واحد.
وذكر أن حوالي 1ر3 مليار شخص عجزوا عن تحمل كلفة نمط غذائي صحي في عام 2020 أي بزيادة قدرها 112 مليونا عن عام 2019 السابق ما يعكس آثار تضخم أسعار استهلاك الأغذية نتيجة الآثار الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا والتدابير المتخذة لاحتوائها.
ولفت كذلك إلى أن نحو 45 مليون طفل دون الخامسة من العمر عانوا من الهزال الذي يعد أحد أشكال سوء التغذية الأشد فتكا والذي يزيد خطر وفاة الأطفال إلى 12 ضعفا في حين عانى 149 مليون طفل دون الخامسة من توقف النمو بسبب النقص المزمن للمغذيات الأساسية كما عانى 39 مليون طفل من زيادة الوزن.
في المقابل أشار التقرير الى إحراز تقدم في مجال الرضاعة الطبيعية الخالصة حيث بلغت نسبة الرضع دون سن الستة أشهر الذين يرضعون رضاعة طبيعية في العالم في عام 2020 حوالي 44 في المئة لافتا الى هذه النسبة لاتزال أقل من نسبة 50 في المئة المستهدفة بحلول عام 2030.
وتشير توقعات التقرير إلى بقاء “حوالي 670 مليون شخص يمثلون 8 في المئة من سكان العالم يعانون من الجوع في عام 2030 ” موضحا أن هذا العدد يماثل العدد المسجل عام 2015 عند إطلاق هدف القضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية بنهاية هذا العقد في إطار خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
وقال التقرير ان الحرب الجارية في أوكرانيا بضلوع اثنين من أكبر البلدان المنتجة للبوب الأساسية والبذور الزيتية والأسمدة في العالم تحدث اختلالات في سلاسل الإمداد الدولية وتتسبب بارتفاع أسعار الحبوب والأسمدة والطاقة فضلا عن الأغذية العلاجية الجاهزة للأطفال الذين يعانون من سوء تغذية شديد.
وخلص الى أن تلك الاختلالات بسبب الحرب الأوكرانية وتداعياتها تأتي في وقت تعاني فيه سلاسل الإمداد بالفعل من الآثار الضارة لتزايد وتيرة الظواهر المناخية المتطرفة لا سيما في البلدان المنخفضة الدخل “ما قد تترتب عنه تداعيات شديدة الخطورة على الأمن الغذائي والتغذية في العالم”.
وفي تمهيد التقرير قال رؤساء المنظمات الخمس ان “هذا التقرير يسلط الضوء بصورة متكررة على تكثيف الدوافع الرئيسية الكامنة وراء انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية أي النزاعات والظواهر المناخية المتطرفة والصدمات الاقتصادية بالاقتران مع تنامي أوجه عدم المساواة”.
وأكد رؤساء منظمات الأمم المتحدة مجتمعين على أن “المسألة المطروحة لا تكمن فيما إذا كان وقوع الشدائد سيستمر أم لا بل كيف يجدر بنا اتخاذ إجراءات أكثر جرأة لبناء القدرة على الصمود في وجه الصدمات المستقبلية”.
ويقدم إصدار عام 2022 من التقرير معلومات محدثة عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم تشمل آخر تقديرات كلفة الأنماط الغذائية الصحية والقدرة على تحملها وفي الطرق التي تمكن الحكومات من إعادة توجيه دعمها للزراعة نحو خفض كلفة الأنماط الغذائية الصحية وذلك مع أخذ في الحسبان محدودية الموارد العامة المتوافرة في أنحاء كثيرة من العالم”.