وجّه الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رسالة مصوّرة للأفراد والمجتمعات والدول تناول فيها جائحة كوفيد-19 مؤكدا أنها لا تزال تحت السيطرة وأنه بالإمكان إبطاء انتقال العدوى ومنعها وإنقاذ الأرواح عبر اتخاذ إجراءات غير مسبوقة على الأصعدة الشخصية والوطنية والدولية.
وقال الأمين العام يجب أن تتحمّل الدول مسؤولية التأهب للعمل وتكثيفه والتوسع فيه، عبر تفعيل وتعزيز نظم الاستجابة لحالات الطوارئ وإحداث زيادة كبيرة في قدرات الفحص ورعاية المرضى، ومن خلال تجهيز المستشفيات وضمان أن يكون فيها الحيّز الكافي والمستلزمات والعاملون اللازمون.
نحن نواجه تهديدا صحيا لا مثيل له في حياتنا– أنطونيو غوتيريش
وقال السيّد غوتيريش في الرسالة المصوّرة: “تقع على عاتقتنا جميعا مسؤولية أيضا. إذ يجب اتباع المشورة الطبية واتخاذ خطوات بسيطة وعملية توصي بها السلطات الصحية.” وأضاف أنه يتفهم حالة القلق والاضطراب والإرباك التي يشعر بها كثيرون، “نحن نواجه تهديدا صحيا لا مثيل له في حياتنا.”
وأشار إلى أن أكثر الفئات ضعفا هي الأشد تضررا – ولا سيما كبار السن وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة وأولئك الذين لا يحصلون على رعاية صحية يعوَّل عليها، وأولئك الذين يعيشون في فقر أو تهميش.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد انتشر الداء الآن في 123 دولة وتسبب بوفاة 5،000 شخص حتى الآن.
إجراءات في المقرّ الدائم بنيويورك
وقد اتخذ الأمين العام قرارا بتصعيد الإجراءات الوقائية في المقرّ الدائم بنيويورك للحد من انتشار كوفيد-19. وابتداء من 16 آذار/مارس سيتعيّن على جميع الموظفين العمل من المنزل حتى تاريخ 12 نيسان/أبريل. وسيتم بعد ذلك تقييم ضرورة الحفاظ على مستوى مخفض من الموظفين في مبنى المقر الدائم.
وأكدت الأمم المتحدة أن الهدف هو التقليل من عدد الموظفين القادمين إلى المقر وفي الوقت نفسه الاستمرار في القيام بواجباتها. وقد أبلغ الأمين العام جميع الدول الأعضاء بهذا القرار.
العدوى تنتقل للاقتصاد العالمي
وتسببت كورونا بهبوط في الأسهم العالمية ما كان له تداعيات على الاقتصاد العالمي. وقال السيّد غوتيريش إن الفيروس يصيب الاقتصاد العالمي، “فقد تضررت الأسواق المالية بسبب حالة عدم اليقين، وتعطلت سلاسل الإمداد العالمية وهوى الاستثمار وطلب المستهلكين، وأصبح هناك خطر حقيقي ومتزايد لحدوث ركود عالمي.”
ويقدّر الاقتصاديون في الأمم المتحدة أن الفيروس سيكلّف الاقتصاد العالمي ما لا يقل عن تريليون دولار هذا العام، إن لم يكن أكثر.
لا للذعر. لا للوصم. لا للخوف
ودعا الأمين العام الدول والحكومات إلى التعاون لتنشيط الاقتصاد وتوسيع الاستثمار العام وتعزيز التجارة وضمان تقديم دعم محدد الوجهة بدقة للأشخاص والمجتمعات الأكثر تضررا من المرض أو الأكثر عرضة للآثار الاقتصادية السلبية، أو الأشخاص الأكثر عرضة للتداعيات السلبية على الاقتصاد، بما في ذلك النساء اللاتي غالبا ما يتحملن عبئا غير متناسب من أعمال الرعاية.
هذا هو وقت التعقل، لا الذعر. وقت العلم، لا الوصم. وقت الحقائق، لا الخوف. — أنطونيو غوتيريش
وأكد الأمين العام أن جائحة كورونا تبرز الترابط الأساسي بين أسرتنا البشرية، وقال إن جهود الأمم المتحدة – ومنظمة الصحة العالمية – استُنفرت تماما، و”باعتبارنا جزءا من أسرتنا الإنسانية، نحن نعمل على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع مع الحكومات ونقدم الإرشادات الدولية، ومادّين يد العون للعالم في مواجهة هذا التهديد. إننا نتضامن معكم كل التضامن، فنحن في هذا معا -وسنتجاوزه معا.”
وذكر الأمين العام أن فيروس كورونا سيصل إلى منتهاه وستتعافى الاقتصادات. وأضاف أنه حتى ذلك الحين يجب أن نعمل سويا لإبطاء انتشار كورونا المستجد والاعتناء ببعضنا البعض. “فهذا هو وقت التعقل، لا الذعر. وقت العلم، لا الوصم. وقت الحقائق، لا الخوف.”