أصبحت شبكة Netflix من أهم المنصات التي يمكن للجميع مشاهدة الأفلام عليها، حيث يتم تسويقيها الآن أنها من أقوى استوديوهات صناعة الأفلام، إذ انضمت إلى جمعية صناعة أفلام السينما الأميركية، وانتجت ما يقرب من 60 فيلماً باللغة الإنجليزية خلال 2019، من ضمنها فيلمي «الآيرلندي» و«قصة زواج»، المتوقع منافستهما على الأوسكار.
وقال المسؤولون التنفيذيون في شبكة Netflix، إن الشركة تمكنت من تنفيذ وتحقيق الأهداف المالية المرجوة خلال عام 2019م، بقائمة أفلام مميزة احتوت على أول فيلم رسوم متحركة من انتاج الشبكة باسم «كلوس»، بالإضافة إلى الفيلم المثير «Dolemite Is My Name»، من بطولة الممثل الأميركي إيدي مورفي، وإخراج كريج بروير. إلى ذلك، صرح سكوت ستوبر، رئيس أفلام نيتفليكس، في مقابلة: «هذا العام كان مذهلا، لقد صنعنا أفلاما لطيفة للغاية». «أنا فخور جدا بهذه القائمة من الانتاج».
و«أستطيع أن أنظر إلى قائمة إنتاجنا وأقول إننا صنعنا أفلاما جيدة هذا الخريف»، حسب تقرير لوكالة «بلومبيرغ». «وحوش بلا وطن» فيلم نتفليكس الوحيد الذي أسعد النقاد، ولم يحصل على أي ترشيحات في جوائز اوسكار لعام 2016، وهي نتيجة فسرها العديد من الخبراء على أنها توبيخ للشركة، التي رفضت في بادئ انطلاقها من عرض أفلامها على شاشات السينما، وفرضت قيودا قوية رآها البعض إنها خانقة ومنفرة، مما أثار غضب أصحاب السينما إنذاك. ولفت فيلم «وحوش بلا وطن-Beasts of No Nation» للمخرج والمصور الأميركي كاري جوجي فوكوناجا الأنظار في مهرجان فينيسيا عندما عرض لأول مرة، وقد حاز الممثل الرئيسي في الفيلم أبراهام أتاه على جائزة مارسيلو مارستورياني لأفضل ممثل واعد، ثم عرض بعدها في مهرجان تورنتو، وعدة مهرجانات أخرى ليبرز كأحد الأفلام المميزة لهذا العام ويظهر في بعض قوائم الترشيح وأهمها الجولدن جلوب وجوائز الأكاديمية البريطانية في فئة أفضل ممثل مساعد لإدريس إلبا. الفيلم يستمد قوته من قصته المقتبسة عن رواية تحمل نفس الاسم للروائي الأميركي النيجيري الأصل أزودينما إيوالا والتي استوحى الروائي اسمها من عنوان ألبوم غنائي لموسيقي نيجيري يدعى فلا كوتي.
فيضان الأفلام وفي غضون عامين ونصف العام منذ تولي ستوبر لوظيفته برئاسة أفلام نيتفليكس، تحولت الشبكة إلى أكبر أستوديو أفلام في أميركا، حيث تخطط لإصدار 50 إلى 60 فيلما خلال السنة الواحدة وهو رقم ضخم، وهذا لا يشمل المشاريع المولودة من أقسام أخرى، مثل فيلم “إل كامينو: بريكنغ باد موفي”، وهو فيلم يمثل استمرارًا للمسلسل التلفزيوني «اختلال ضال». وحققت شبكة Netflix نتائج هامة وتجارية، نسبة مشاهدات أكثر من 70 مليون شخص إلى أفلام من انتاجها مثل «صندوق الطائر» و«لغز القتل» في شهرهم الأول فقط، وفقا للشركة، في حين تغلب فيلم «تربل فرونتير» و«قطاع الطرق The Highwaymen» على أفضل الأفلام مشاهدة في الولايات المتحدة في 2019. ومع ذلك، من الصعب قياس نجاح Netflix حيث إنها شركة قليلة المعلومات التي تقوم بإطلاقها ولا يوجد مصدر بيانات موثوق فيه للتحدث باسمها، لذا فمن المستحيل التحقق من كيفية أداء أي مشروع من مشاريع نيتفليكس، وتشير الشركة إلى إستمرار نمو المشتركين فيها كدليل على النجاح، لكن النقاد يلاحظون أن نيتفليكس لا تزال تستعير الأموال لتمويل إنتاجها.
حقائق واضحة ولكن يبدو أن هناك حقيقتين واضحتين. الأولى أن نيتفليكس وجدت مساحة كبيرة تجعل أنواع الأفلام التي هجرتها استوديوهات أخرى: مثل أفلام «الدراما للبالغين، والكوميديا الرومانسية، وأفلام الحركة بلا أبطال خارقين».
إن مثل هذه الكوميديا مثل أفلام «إلى جميع الأولاد الذين أحببتهم من قبل»، و«Always Be My Maybe». وثانيا، لم يعد صناع السينما ينظرون إلى Netflix باعتبارها دخيلا، حيث يعمل المخرجون ألفونسو كوارون، ومارتن سكورسيزي ونوح باومباتش، الذين يعتبرون من المدافعين المخلصين عن السينما الكلاسيكية، لتحويل أعمالهم إلى Netflix للحصول على أفلامهم. وأتى الناخبون في جوائز أوسكار إلى صناديق الاقتراع، حيث رشحوا Netflix بـ 15 جائزة أوسكار في العام الماضي، بما في ذلك أول جائزة لأفضل صورة، وأفضل مخرج، وأفضل ممثلة، وأفضل سيناريو. ولم تفز الشركة بأفضل صورة للفيلم.
وقال مؤلف فيلم الكتاب الأخضر جون سكلوس الفائز بجائزة أفضل صورة في العام الماضي: («عندما رأيت تيد ساراندوس – يشغل حاليًا منصب كبير مسؤولي المحتوى في Netflix- بعد حفل توزيع جوائز الأوسكار، قلت: «لقد فعلت ذلك، لقد تجاوزت كل شيء». وبعبارة أخرى، فإن أوسكار على استعداد لمنح أفلام Netflix الجائزة الأولى.
جائزة الأوسكار وبحلول 2020 قد نشهد فوز الشبكة بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم حيث لديها فيلمان من بين خمسة أفلام من أفضل الاحتمالات، وفقاً لتقرير Gold Derby، وهو الموقع المخصص للتنبؤ بجوائز أوسكار. ومن بين الأفلام المرشحة لنتفيلكس فيلم الأيرلندي The Irishman -وهو فيلم جريمة ملحمي أميركي من إخراج وإنتاج مارتن سكورسيزي وكتابة ستيفن زايليان- ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الترشيحات في الثالث عشر من يناير. ولقد أطلق النقاد على هذا الفيلم لقب «أفضل فيلم في العام»، وحصلت Netflix على أكثر ترشيحات غولدن غلوب من أي استوديو في السينما . كما أثنى النقاد على المخرج بونغ جون عن فيلمه «الطفيلي»، في حين حصل فيلم سام مينديز الذي يحمل اسم «١٩١٧» على مراجعات مرتفعة.
«ذات مرة يا مرة…في هوليوود يمكن أخيرا ان يكسب المخرج السينمائي أول اوسكار لأفضل مخرج». شاشات السينما أصحاب دور السينما هم الفئة الوحيدة التي لا تحتضن نتفلكس وذلك لخلافهما السابق على آلية نشر أفلامها على شاشاتهم. على الرغم من أن نتفليكس قد خففت من سياستها لكي تتمكن من نشر أفلامها في السينما، حيث سمحت للأفلام بالظهور على الشاشة سينما لمدة شهر قبل ظهورها على الانترنت، الأمر الذي لم يسترضي أكبر سلاسل السينما في العالم. ولكن العديد من استوديوهات الأفلام، بما في ذلك وارنر بروس و يونيفرسال بيكتشرز، تريد الحصول على أفلامهم عبر الإنترنت في وقت أقرب أيضا. والعديد من الشركات، بما في ذلك شركة والت ديزني، تصنع أفلاماً لن تظهر في السينما على الإطلاق. وقال ستوب رئيس أفلام نيتفليكس: «إنها ليست مسألة نيتفليكس في مقابل السينما».
«يتعين على صناعة الأفلام بالكامل أن تعمل على التوصل إلى نموذج التوزيع المناسب الذي يساعد الجميع».